محمدٍ عليهمالسلام ؟
ما بالكم كيف تحكمون ؟!
فأمّا قبر الحسين عليهالسلام فإنَّه لم يزل مشهوراً مُعلَماً يقصده الخلائق من الآفاق ، وكبار الصحابة قصدوا زيارته والاستشفاء بتربته لمّا سمعوا في فضله من رسول الله صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين عليهالسلام وآلهما ، كجابر بن عبدالله ، وغيره ، ولقد جهدت بنو اُميّة في إخفائه وصدّ الناس عنه ، وأقاموا مسالح على الطرقات يقتلون كلَّ من ظفروا به من زوّاره عليهالسلام ، كما رواه الشيخ جعفر بن قولويه ، والشيخ الطوسي رضياللهعنه ، وسأذكر فيما بعد منه نبذة ، وظهر من الكرامات له ما لا مزيد عليه من شفاء المرضى ، والاستشفاء بتربته ، وإجابة الدعاء لديه صلوات الله عليه (١).
نعم يا سيدي ، إنّ قبر الحسين عليهالسلام سيبقى كما بقي عبر هذه القرون ، بقي عبر (١٣٦٤) سنة خلت ، وسيبقى ما بقيت أرض وسماء ، مشهوراً معلَماً يقصده الخلائق من الآفاق ، ونحن اليوم والعالَم قد شهد الملايين التي جاءت لزيارته مشياً على الأقدام ، باذلةً النفس والنفيس ، في مواكب ، وقصائد ، وردّات ، القبر يعني الحسين عليهالسلام ، والحسين باقٍ ما بقي الإسلام والمسلمون ، وخصوصاً الشيعة.
أمّا أن يمنعوا زيارته أو يحرثوا قبره ، فهو باقٍ ، وبقاؤه أكبر دليل على أحقّيّته وبطلان أعدائه الذين هم أعداء الدين.
وأينَ هم أعداؤه ؟ وبأيِّ ذكر يذكرهم التاريخ ؟
___________________________________
١ ـ تسلية المجالس وزينة المجالس : ٢ / ٤٧٣ ، للسيد محمد بن أبي طالب الحسيني الموسوي الحائري الكركي ، وكامل الزيارات : ٢٢١ ح ٢ ، عنه البحار : ٤٥ / ٤٠٨ ح ١٤ ، وص : ٣٩١ ضمن ح ١ ، عن أمالي الطوسي : ٣٢٢ ضمن ح ٦٥٠.