كفاه فخراً أنَّه أعطى بيده إعطاء الذليل ، وأنَّه ما اغترَّ بدنياً فانية ، ولا ارتضى غير الآخرة والاُولى ، فأين هم اُولئك الذين سقطت براقعهم ، ودُحضت حُججهم ؟ تلاحقهم لعنة التاريخ ، ولهم في الآخرة عذاب أليم.
والعجيب في الأمر أنَّ هناك وعلى مرَّ القرون مَن يُسفر عن وجهه ، وحقيقته ، ويُفصح في عدائه لأهل البيت عليهمالسلام ، ويخالف الدين الحنيف علناً وجهراً ، ويدّعي الإسلام ويتمشدق بحبّهم !! وقد قيل : ما اختلف اثنان إلّا وكان أحدهما على حقّ ، وإلّا لا داعي للخلاف.
يقول الله تعالى في محكم قرآنه المجيد : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (١) وقربى الرسول صلىاللهعليهوآله هم أهل بيته ، فأين هؤلاء من هذا ؟ يحرثون القبر ، ويقتلون الزوّار ، ومِن قَبلُ قتلوا أهل بيته إمّا بالسيف أو السُّمّ ! وهناك من يبرّر أسباباً من أنزل الله بها من سلطان ، متناسياً أنَّ الحق بيّن ، وأنَّ المسألة مسألة صراع بين الحق والباطل ليس إلّا ، فإن كان الحق في غير أهل بيتٍ أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، فمن المَحال أن يكون في الطُلقاء وأبناء الطُلقاء ومن تبعهم وحذا حذوهم ، ونهج منهجهم !
فالحرب سِجال من يوم البعثة الشريفة ، وستبقى إلى الوقت المعلوم ،
وكلّ ما قيل ويقال من أعذارٍ وحجج واهيةٍ وتبريرات مُموِّهة فهي مرفوضة ومحاسب عليها : ( مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) (٢).
لقد ضُربت القباب والمآذن بالصواريخ والمدافع ، ودفن الزوار أحياءً ، وبالتالي انهار عرش الطاغوت ، وجاءت الملايين مشياً على الأقدام ،
___________________________________
١ ـ الشورىٰ : ٢٣.
٢ ـ ق : ١٨.