.......................................................................................
________________________________________________
ولكن الأمر ليس كذلك فإن الله تعالى خالق من حيث هو مقدر وبارئ من حيث هو مخترع وموجد ومصور من حيث إنه رتب صور المخترعات على أحسن ترتيب .
وبعبارة اُخرى ، فإن كل ما يخرج من العدم إلى الوجود مفتقر إلى تقدير اوّلاً وإيجاده على وفق التقدير ثانياً وإلى التصوير بعد الإيجاد ثالثاً .
وقد يقال : ان الخالق هو الموجد للكون والبارء هو الموجد للعين والمصور هو الموجد للتقدير .
وعلى أي حال فإن الله تعالى جعل الإمام الحسين عليهالسلام وأهل البيت عليهمالسلام حججاً على خلقه والسر في ذلك لأنه تعالى خلقهم كاملين في العلم والمعارف ، وحمّلهم علمه وأعطاهم حكمته وأتاهم ما لم يؤت أحداً من العالمين ، وقد دلت على ذلك جملة من الروايات منها :
عن بصائر الدرجات عن الإمام الحسن بن علي المجتبى عليهالسلام قال : « إن لله مدينتين أحداهما بالمشرق والاُخرى بالمغرب عليهما سوران من حديد ، وعلى كل مدينة ألف ألف مصراع من ذهب ، وفيها سبعون ألف ألف لغة يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبه وأنا أعرف جميع اللغات ، وما فيها وما بينهما حجة غيري والحسين أخي » ، وعن ابن أبي يعفور قال ، قال لي الإمام الصادق عليهالسلام : يابن يعفور ، إن الله تعالى واحد متوحد بالوحدانية متفرد بأمره فخلق خلقاً ففردهم لذلك الأمر فنحن هم ، يابن أبي يعفور فنحن حجج الله على عباده وشهداؤه على خلقه واُمناؤه وخزانه على علمه والداعون إلى سبيله والقائمون بذلك فمن اطاعنا فقد اطاع الله .
ففي الكافي عن الإمام الكاظم والرضا عليهماالسلام قالا : « إن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلّا بإمام حتى يعرف » .