.......................................................................................
________________________________________________
وأمره فيما يأمرهم به من إعدام هؤلاء الفسقة ، فلمّا عرف عليهالسلام مضمون الكتاب ، وما في تلك الصّحيفة رفعها إلى السّماء ورمى بها إليها وقال : إلهي وسيّدي وددت أن أُقتل وأحيى سبعين ألف مرّة في طاعتك ومحبتك سيما إذا كان في قتلي نصرة دينك وإحياء أمرك وحفظ ناموس شرعك ، ثمّ إنّي قد سئمت الحياة بعد قتل الأحبّة ، وقتل هؤلاء الفتية من آل محمد صلىاللهعليهوآله ، فلم يأذن للملائكة بشيء وباشر الحرب بنفسه الشريفة ، وزلف نحو القوم وكما قال في اللحظات الأخيرة من حياته :
تركت الخلق طرّاً في هواكا |
|
وأيتمت العيال لكي أراكا |
ولو قطّعتني في الحبّ إرباً |
|
لما حنّ الفؤاد إلى سواكا |
فالإمام الحسين عليهالسلام فدا نفسه وتحمّل المشاق والأذى في سبيل مرضاة الله تعالى .
بذلاً : أي بدون بدل وعوض وبدون طلب جزاء منه تعالى ، وكما ورد في زيارة الجامعة : « وبذلتم أنفسكم في مرضاته ، وصبرتم على ما أصابكم في جنبه » .
فإنهم لم يبذلوا أنفسهم في سبيل الله من جهة الشهادة فقط ، بل بذلوا أنفسهم حتى في الاجتهاد في العبادة والمداومة عليها وبإظهار الطاعات وإعلاء كلمة الله وتشيد الدّين مع تحمّل المشاق والأذى لله تعالى لكونه أهلاً لذلك ، كما في الحديث : « وأمّا نحن فنعبده حبّاً له » ، وكما قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنّتك بل وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك » .