.......................................................................................
________________________________________________
وكيف كان فقد بذلوا أنفسهم في مرضاة الله تعالى حتّى أضرّوا بأنفسهم في المأكل والمشرب والمطعم والملبس ، كما ورد في أحوال ولده علي بن الحسين عليهالسلام وسائر الأئمة من مجاهداتهم مع أنفسهم ومن عباداتهم وبكائهم وخشوعهم وزهدهم وورعهم والقيام بالجهاد في سبيل الله والجهاد مع النفس وضدّ الكفّار حيث ما اقتضى التكليف الإلهي .
فإنّهم بلغوا في هذه المجاهدات بحيث ضربت بهم وبعبادتهم ومجاهدتهم عليهمالسلام الأمثال ، بين المؤالف والمخالف بحيث يعجز العقل من دركها ، ومن الجوع من الصّيام ، حتى ربّما بقوا ثلاثة أيام صائمين لم يفطروا إلّا بالماء ، وربما كانوا يربطون حجر المجاعة على بطونهم ، وتحمّلوا من مخالفيهم في هذا المقام من معاداة الباغين الكافرين والمنافقين حتّى جرى عليهم القتل والشهادة والسجن وسائر أنواع الظّلم .