.......................................................................................
________________________________________________
والمراد بشاهدهم يحتمل أن يكون الأئمة الأحد عشر الذين ظهروا على الناس في أزمنتهم وعرفوهم ولو في الجملة ، فالمراد بالغائب هو الإمام الثاني عشر ( عجل الله فرجه ) وقد اختلف الناس في وجوده وعدمه على أقوال متشتّتة ومذهب الإمامية إنّه حيٌّ موجود غاب عن أنظارنا لمصالح كثيرة .
ويحتمل أن يكون المراد بالشاهد هو الإمام الحيّ في كلّ زمان فينعكس الفرض في هذا الزمان فإنّ القائم مشاهد ، وهم الغيب ، لأنّهم مضوا وقضوا نحبهم فالقائم عليهالسلام قطب هذا الزمان ، ونقطة دائرة الإمكان ، وهو المدبّر في أمر الخلق المتصرّف في العالم بإذن الله تعالى ، وقد يقال : إنّ المراد حال حضورهم مع الخالق حال غيبتهم عمّا سوى الله ، ويسمّى بحال الفناء والمراقبة ، فإنّ لهم مع الله حالات كما في الحديث المعروف .
قوله : ( وعلى ظاهركم ... ) أي وعلى سرّكم وعلانيتكم ، فالمراد بظاهرهم أعمالهم الظاهرة ، وببطانهم عقائدهم ونيّاتهم الباطنية على ما يظهر من بعضهم في تفسير قوله : « مؤمن بسرّكم وعلانيتكم » ، والظاهر أنّ المراد بالظاهر مقام بشريتهم المشار إليه بقوله : ( إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ) (١) ، وبالباطن هو مقام قربهم إلى الحقّ واختصاصهم بمزايا الإمامة التي لا يدركها إلّا الخصيصون والعارفون ، ويحتمل أن يزاد بظاهرهم في زمن محمد صلىاللهعليهوآله في هذه الهياكل الشريفة ، وبباطنهم كونهم في الأعصار السالفة مع الأنبياء السالفين كما يدلّ عليه حكاية أمير المؤمنين عليهالسلام مع الجنّي الذي كان في زمن نوح ، ذكر السيّد هاشم البحراني في حلية الأبرار ١ : ٢٢٣ ، الباب الثاني ، ط . الأعلمي ـ بيروت : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله
__________________
(١) سورة فصّلت : ٦ .