.......................................................................................
________________________________________________
« إنّ آدم رأى على العرش أشباحاً يلمع نورها » (١) ، روى الصفّار في بصائر الدرجات ٢ : ٨٠ ، الحديث ١ الباب الثاني عشر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « إنّ الله خلق الخلق فخلق من أحبّ ممّا أحبّ وكان أحبّ أن يخلقه من طينة الجنّة وخلق من أبغض ممّا أبغض أن يخلقه من طينة النار ثمّ بعثهم في الظلال قال : قلت : أي شيء الظلال ؟ قال : ألم تر إذا ظلّل في الشمس شيء وليس بشيء ثمّ بعث فيهم النبيّين يدعونهم إلى الإقرار بالله وهو قوله : ولئن سألتهم من خلقهم ليقولنّ الله ، ثمّ دعاهم إلى الإقرار بالنبيّين فأقرّ بعضهم وأنكر بعضهم ثمّ دعاهم إلى ولايتنا فأقرّ والله بها من أحبب وأنكرها من أبغض وهو قوله : ( فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِن قَبْلُ ) ثمّ قال أبو جعفر عليهالسلام : كان التكذيب ثمّة » .
ويحتمل أن يراد بالأجسام الأجساد الأصلية اللطيفة التي لا تتغيّر بمضيّ الدهور ، وورود آلافات ، وبالأجساد الأجساد العنصرية الزمانية التي تنقص وتزيد ، ويحتمل أن يراد بأحدهما الأجساد المثالية البرزخية وبالآخر هذا الهيكل المحسوس في هذا العالم ، وربما يفرّق بين الجسد والبدن ، بأنّ الأوّل لا يقال إلّا على الحيوان العاقل بخلاف الثاني ، وقد يقال البدن هو الجسد ما سوى الرأس .
قوله : ( وعلى شاهدكم ... ) فيه أيضاً إقرار بشاهدهم وغائبهم كما في الزيارة الجامعة : ( مؤمن بسرّكم وعلانيّتكم وشاهدكم وغائبكم ، أوّلكم وآخركم ) ، قال السيد عبد الله شبر قدسسره في شرحه على هذه الفقرة في الأنوار اللامعة : ١٦٤ : « ( وشاهدكم ) من الأئمة الأحد عشر ، ( وغائبكم ) المهدي ، ( وأوّلكم ) عليّ بن أبي طالب ، ( وآخركم ) القائم لا كما تقول العامّة بإمامة أوّلكم دون الأخير أو الواقفة الذين وقفوا دون آخركم » .
__________________
(١) بحار الأنوار ٢٦ : ٣٢٧ .