.......................................................................................
________________________________________________
« نحن في الحقيقة نور الله الذي لا يزول ولا يتغيّر » (١) ، ويحتمل أن يراد بظاهرهم الناطق منهم وبباطنهم الصامت ، فإنّ الحسن والحسين عليهماالسلام كانا صامتين في زمن عليّ عليهالسلام ، كما أنّ الحسين كان صامتاً في زمن الحسن عليهالسلام ، وهكذا سائر الأئمة وهذا لا ينافي إمامة الصامت كما لا يخفى ، وإليه الإشارة بقوله : « إمامان قاما أو قعدا » (٢) . وسأل يعقوب السرّاج أبا عبد الله عليهالسلام فقال : « متى يمضي الإمام حتّى يؤدّي علمه إلى من يقوم مقامه من بعده ؟ قال : لا يمضي الإمام حتّى يفضي علمه إلى من انتجبه الله ، ولكن يكون صامتاً معه فإذا مضى ولي العلم نطق به من بعده » (٣) . وفسّر في الأخبار ( البئر المعطّلة والقصر المشيد ) في قوله : ( وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ ) (٤) بالإمام الصامت والناطق .
ويحتمل أن يراد بظاهرهم شاهدهم وبباطنهم غائبهم فيكون العطف للتفسير والتأكيد فيجري فيهما ما تقدّم فيهما .
ولذا قال في الخطبة النورانية : « إنّ غائبنا إذا غاب لم يغب » . ومن هنا ينكشف سرّ حديث « الضيافة ، وغزوة الأحزاب والبصرة » ، وعن ابن شهر آشوب : « ان القوم لما انهزموا يوم الأحزاب انقسموا سبعين فرقة في كل فرقة ترى وراءها معها علي بن أبي طالب » (٥) وعن الإمام الصادق عليهالسلام قال : جاء الناس إلى الحسن بن علي
__________________
(١) مشارق أنوار اليقين : ٣٠٦ ، ط . الشريف الرضي ـ قم .
(٢) بحار الأنوار ١٦ : ٣٠٦ .
(٣) بحار الأنوار ٢٦ : ٩٥ .
(٤) سورة الحج : ٤٥ .
(٥) مدينة المعاجز ٢ : ١٢ .