.......................................................................................
________________________________________________
ويحتمل أن يراد بظاهرهم علومهم الظاهرة من علوم الشريعة المتعلّقة بالحلال والحرام والحدود والأحكام ، وبباطنهم الأسرار المكنونة التي لا يطّلع على بعضها سوى أهل سرّهم كسلمان وكميل وغيرهما ، وفي هذا المقام قال : « لو علم أبو ذرّ ما في قلب سلمان لكفّره أو لقتله » (١) .
وقال عليهالسلام :
( إنّي لأكتم من علمي جواهره |
|
كيلا يرى الحقّ ذو جهل فيفتننا ) (٢) |
إلى آخر الأبيات .
وقال عليهالسلام : « إنّ أمرنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلّا ملك مقرب ، أو نبيّ مرسل ، أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان » (٣) .
وأمثال هذه الكلمات منهم كثيرة لا تحصى ، ويحتمل أن يراد بظاهرهم الإمامة والخلافة ، وبباطنهم حقيقتهم النورانية المجرّدة التي لا ينال إلى إدراكها أيدي العقول كما قال : « ظاهري إمامة وباطني غيب لا يدرك » (٤) ، وقال :
__________________
(١) ذكره السيّد المرحوم عبد الله شبّر في مصابيح الأنوار في حلّ مشكلات الأخبار ١ : ٣٤٨ ، الحديث الثالث والخمسون نقلاً عن الكافي ، واحتمل فيه ستّة احتمالات منها وهو الخامس : « أن يكون المعنى لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان من العلم لقتله ، لأنّ أبا ذر يعلم أنّ في قلب سلمان علماً ويعلم أنّه لا يجوز له إظهاره تقيّة فمع ذلك إذا أظهر سلمان ما في قلبه لأبي ذر ولم يتّق منه لقتله لعدم جواز إظهاره لذلك العلم ولا يخفى بعده » .
(٢) هذه الأبيات منسوبة للإمام زين العابدين عليهالسلام .
(٣) أخرجه الصفّار في بصائر الدرجات ١ : ٢٦ ، باب ١٢ ، الحديث ٢ .
(٤) راجع بحار الأنوار ٢٥ : ١٧١ ، الحديث ٣٨ ، الباب الرابع .