ما يحكي القرآن الكريم ( يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّـهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ) . ولكن قومه تعنتوا وتمرّدوا و ( قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ) فتاهوا أربعين سنة في البيداء .
وفي مجال ثالث يربط القرآن الكريم بين بلوغ الأشدّ وكمال العقل لدى الإنسان من جهة وبين البلوغ للعام الأربعين من جهة أُخرى حيث يقول عزّ من قائل : ( حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ) (١) ففي هذه الموارد الثلاثة يؤكد القرآن الكريم على عدد « الأربعين » .
وأما الأحاديث التي جاءت على ذكر عدد الأربعين في مجالات مختلفة فكثيرة :
منها : إستحباب شهادة أربعين مؤمناً بالخير والإيمان للمؤمن الذي رحل من الدنيا .
عن أبي عبد الله عليهالسلام إنه قال : « إذا مات المؤمن فحضر جنازته أربعون رجلاً من المؤمنين فقالوا اللهم إنا لا نعلم منه إلّا خيراً وأنت أعلم به منّا قال الله تبارك وتعالى قد أجزت شهادتكم وغفرت له ما علمت مما لا تعلمون » (٢) .
ومنها : إستحباب اجتماع أربعين شخصاً في الدعاء والمسألة من الله سبحانه .
عن أبي خالد قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام « ما من رهط أربعين رجلاً اجتمعوا فدعوا الله عزّ وجل في أمر إلّا استجاب لهم » (٣) .
__________________
(١) الأحقاف : ١٥ .
(٢) وسائل الشيعة ٢ : ٩٢٥ ، الباب ٩٠ من أبواب الدفن ، الحديث ١ .
(٣) وسائل الشيعة ٤ : ١١٤٣ ، الباب ٣٨ من أبواب الدعاء ، الحديث ١ .