.......................................................................................
________________________________________________
وقد ورد في تفسير وتأييد هذا المعنى ما روي عن داود بن كثير الرقي قال ، قلت : ما معنى السَّلام على الله وعلى رسوله صلىاللهعليهوآله ؟ فقال : إنّ الله لمّا خلق نبيّه ووصيّه وإبنيه وإبنته وجميع الأئمّة وخلق شيعتهم أخذ عليهم الميثاق ، وأن يصبروا ويصابروا وأن يتّقوا الله ، ووعدهم أن يسلم لهم الأرض المباركة والحرم الآمن ، وأن ينزل لهم البيت المعمور ويظهر لهم السقف المرفوع وينجّيهم من عدوّهم والأرض الّتي يبدّلها من دار السلم ويسلّم ما فيها لهم ولا شبهة فيها ولا خصومة فيها لعدوّهم وأن يكون لهم فيها ما يحبّون ، وأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله على الأئمة وشيعتهم الميثاق بذلك ، وإنّما عليه أن يذكره نفس الميثاق وتجديد له على الله لعلّه أن يعجله ويعجل المسلم لهم بجميع ما فيه (١) .
انّه مأخوذ من السَّلام الّذي هو إسم من أسماء الله كما قال : ( السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ ) (٢) ، وقال : ( لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ ) (٣) فمعنى السَّلام عليك يعني الله عليك ، أي حافظ لأسرارك وعلومك من أن تنالها أيدي الجهلة وعاصم لك من الرجس والسهو والخطاء ومن كلّ مكروه .
أو مأخوذ من السلم وهو الصلح كما قال تعالى : ( وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ ) (٤) وقال : إنّي سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم ، أي مسالم ومصالح لمن صالحتم ، وقيل غير ذلك .
__________________
(١) جنّة الحوادث في شرح زيارة وارث : ٣٢ عن الكافي ١ : ٤٥١ .
(٢) سورة الحشر : ٢٣ .
(٣) سورة الأنعام : ١٢٧ .
(٤) سورة الأنفال : ٦١ .