.......................................................................................
________________________________________________
فقال من حضره : فو الله لقد رأينا ثيابه تطاير عنه في الهواء ، فجعل يبصّص لأمير المؤمنين عليهالسلام ، ودمعت عيناه في وجهه ، ورأينا أمير المؤمنين عليهالسلام وقد رقّ له ، فلحظ السّماء ، وحرّك شفتيه بكلام لم نسمعه ، فو الله لقد رأيناه وقد عاد إلى حال الإنسانية ، وتراجعت ثيابه من الهواء حتى سقطت على كتفيه ، فرأيناه وقد خرج من المسجد ، وأن رجليه لتضطربان ، فبهتنا ننظر إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال له : ما لكم تنظرون وتعجبون ؟ قلنا : يا أمير المؤمنين كيف لا نتعجب وقد صنعت ما صنعت ؟
فقال : أما تعلمون أن آصف بن برخيا وصيّ سليمان بن داود عليهالسلام قد صنع ما هو قريب من هذا الأمر ، فقصّ الله جلّ إسمه قصته حيث يقول : ( أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ) الآية ، فأيّما أكرم على الله نبيكم أم سليمان عليهالسلام ؟ فقالوا : بل نبينا أكرم يا أمير المؤمنين .
قال : فوصي نبيكم أكرم من وصي سليمان عليهالسلام ، وإنّما كان عند وصي سليمان من إسم الله الأعظم حرف واحد ، سأل الله جلّ إسمه فخسف له الأرض ، ما بينه وبين سرير بلقيس ، فتناوله في أقلّ من طرف العين ، وعندنا من إسم الله الأعظم إثنان وسبعون حرفاً ، وحرف عند الله تعالى إستأثر به دون خلقه ، فقالوا : يا أمير المؤمنين فإذا كان هذا عندك فما حاجتك إلى الأنصار في قتال معاوية وغيره واستنصارك الناس إلى حربه ثانية ؟
فقال : بل عباد مكرمون لا يسبقونه
بالقول وهم بأمره يعملون إنما ادعو هؤلاء القوم إلى قتاله ليثبت الحجة وكمال المحنة ، ولولا اذن في اهلاكه لما تأخر ،