.......................................................................................
________________________________________________
لكن الله تعالى يمتحن خلقه بما شاء ، قالوا : فنهضنا من حوله ونحن نعظم ما أتى به علم السَّلام (١) .
بل يبدو من تعابير وجمل الزيارة الجامعية الكبير ، ان للأئمة المعصومين مقاماً شامخاً ، ومنزلة رفيعة عند الله لا يماثلها أي منزلة اُخرى ، تقول : « بِكُمْ فَتَحَ اللهُ وَبِكُمْ يَخْتِمُ ، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ ، وَبِكُمْ يُمْسِكُ السَّمٰآءَ اَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ اِلّٰا بِاِذْنِهِ وَبِكُمْ يُنَفِّسُ الْهَمَّ ، وَيَكْشِفُ الضُّرَّ ، وَعِنْدَكُمْ مٰا نَزَلَتْ بِهِ رُسُلُهُ ، وَهَبَطَتْ بِهِ مَلاٰئِكَتُهُ ـ إلى أن تقول ـ وَاَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِكُمْ ، وَفٰازَ الْفٰآئِزُونَ بِوِلٰايَتِكُمْ » .
فالجملتان الأخيرتان ، تشير الاُولى منهما إلى مقام ولايتهم التكوينية : « هم أواصر ثبات هذا الكون ومصادر ازدهار هذه الحياة » ( وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ) (٢) . والثانية تشير إلى ولايتهم التشريعية : « بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا وأصلح ما كان فسد من دنيانا ، وبموالاتكم تمت الكلمة وعظمت النعمة وائتلفت الفرقة وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة » .
وفي الزيارة الأُولى من الزيارات السبع المطلقة لأبي عبد الله الحسين عليهالسلام التي رواها ابن قولويه باسناد صحيح عن الإمام الصادق عليهالسلام ما هو أعظم : « وَبِكُمْ يُباعِدُ اللهُ الزَّمانَ الْكَلِبَ (٣) ، وَبِكُمْ فَتَحَ اللهُ ، وَبِكُمْ يَخْتِمُ اللهُ ، وَبِكُمْ يَمْحُو اللهُ ما يَشآءُ وَبِكُمْ يُثْبِتُ وَبِكُمْ يَفُكُّ الذُّلَّ مِنْ رِقابِنا ، وَبِكُمْ يُدْرِكُ اللهُ تِرَةَ (٤) كُلِّ مُؤْمِنٍ يُطْلَبُ ، وَبِكُمْ تُنْبِتُ الْأَرْضُ اَشْجارَها ، وَبِكُمْ تُخْرِجُ الْأَرْضُ أَثِمارَها ، وَبِكُمْ تُنْزِلُ السَّمآءُ
__________________
(١) تفسير البرهان ٣ : ٢٠٥ .
(٢) سورة الزمر : ٦٩ .
(٣) أي الشديد ـ على وزان خشن .
(٤) على وزان عدة من الوتر بمعنى الانتقام .