.......................................................................................
________________________________________________
قال الإمام الصادق عليهالسلام : « إن الله تعالى أوحى إلى نبي من الأنبياء ، في مملكة جبار من الجبابرة : إن إئت هذا الجبار فقل له : إني لم استعملك على سفك الدماء ، واتخاذ الأموال ، وإنما استعملتك لتكفّ عني اصوات المظلومين ، فإني لن أدع ظلامتهم وإن كانوا كفاراً » (١) .
ولذلك كانت نصرة المظلوم ، وحمايته من الجائرين من أفضل الطاعات وأعظم القربات إلى الله تعالى والآثار الوضعية في حياة الإنسان الماديّة والروحيّة .
أقول : إنه لم يحدث ظلم من يوم خلق الله الدنيا وإلى أن تقوم القيامة ظلم وجرم ببشاعة حادثة كربلاء وظلم آل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله في الطف ولذلك ورد في الحديث عن النبي صلىاللهعليهوآله : « لا يوم كيومك يا أبا عبد الله » ، حيث اجتمعت طائفة من اُمة جدّه يريدون ان يتقربوا إلى الله تعالى بسفك دمه ، وتيتم اولاده واسرهم ، وكلّ يريد شفاعة جده رسول الله لا أنالهم الله شفاعته ، ولذلك لم يبقى في السماوات ملك لم ينزل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله يعزيه في ولده الحسين عليهالسلام ويخبره بثواب الله إياه ، ويحمل إليه تربته مصروعاً عليها ، مذبوحاً شهيداً ، فلو تأمل المتأمل وذو البصيرة لما رأى مصيبة أعظم من مصيبة الإمام الحسين عليهالسلام ، ولم يجد اُمة قتلت ابن بنت نبيها وأصحابه وأهل بيته في يوم واحد بأفجع صورة ، فإنّا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة ما أعظمها ولله در مهيار حيث قال :
يعظّمون له أعواد منبره |
|
وتحت ارجلهم أولاده وضعوا |
__________________
(١) الوافي ٣ : ١٦٢ عن الكافي .