.......................................................................................
________________________________________________
الأول : منها بكاء القلب وهي عباة عن الهم والغم على ما جرى عليهم من الأعداء وهو أول المراتب وثمرته له وثوابه من الله أن يعطي بكل نفس ثواب تسبيح لله كما قال الصادق عليهالسلام : نفس المهموم لظلمنا تسبيح ، وهمه لنا عبادة ، وكتمان سرنا جهاد في سبيل الله .
والقسم الثاني : منها وجع القلب وهو يحصل من تراكم الهموم والغموم ، فإذا كثر همه وغمه لمصائب أهل البيت يتألم من ذلك حتى يوجع قلبه ، فإذا عرض عليه ذلك كان له من الأجر ما قال الصادق عليهالسلام لمسمع : وأن الموجع قلبه لنا ليفرح قلبه يوم يرانا عند موته ... الحديث (١) .
__________________
(١) معالي السبطين : ١٤٢
عن بحار الأنوار ٤٤ : ٢٨٩ والحديث هو عن مسمع قال : قال لي أبو عبد الله الصادق عليهالسلام
: يا مسمع أنت من أهل العراق أما تأتي قبر الحسين عليهالسلام
، قلت : لا أنا رجل مشهور من أهل البصرة وعندنا من يتبع هوى هذا الخليفة وأعداؤنا كثيرة من أهل القبائل من
النصاب وغيرهم ولست آمنهم أن يرفعوا حالي عند ولد سليمان فيميلون عليّ ، قال عليهالسلام لي : أفما تذكر ما
صنع به ، قلت : بلى ، قال : فتجزع ، قلت : أي والله وأستعبر لذلك حتى يرى أهلي أثر ذلك عليّ
فامتنع من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي ، قال عليهالسلام
: رحم الله دمعتك أما أنك من الذين يعدون من أهل الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويخافون لخوفنا ويأمنون إذا أمنا أما أنك سترى عند
موتك حضور آبائي لك ووصيتهم ملك الموت بك وما يلقونك به من البشارة ما تقرّ به عينك قبل
الموت فملك الموت أرق عليك وأشد رحمة لك من الأُم الشفيقة على ولدها ، قال ثم استعبر واستعبرت معه
فقال : الحمد لله الذي فضلنا على خلقه بالرحمة وخصنا أهل البيت بالكرامة لنا يا مسمع : ان الأرض
والسماء لتبكيان منذ قتل أمير المؤمنين عليهالسلام
رحمة لنا وما بكى لنا من الملائكة أكثر ومارقأت دموع الملائكة منذ قتلنا وما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا إلّا رحمة الله قبل أن
تخرج الدمعة من عينه فإذا سالت دموعه على خده فلو أن قطرة من دموعه سقطت في جهنم لأطفئت حرها حتى لا يوجد لها حر وأن الموجع قلبه لنا ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لا
تزال