وَقَتيلِ الْعَبَراتِ
________________________________________________
القتيل : المبالغة في القتل وقد حدث ذلك له عليهالسلام حيث لم يسمع في التاريخ ان أحداً قتل وارتكبت معه جريمة كما ارتكبت في حق أبي عبد الله الحسين عليهالسلام وأهل بيته إلى درجة بكاه كل ما في الوجود ، بل وحتى الله تعالى يذكر مصيبته لأنبياء من فوق عرشه منها ما خاطب كليمه موسى بن عمران عليهالسلام قائلاً : « يا موسى لو تراهم صغيرهم يميته العطش وكبيرهم قلبه منكمش » .
العبرة : الدمعة والحزن بلا بكاء . وعَبَر عَبراً : حزن وسالت عبرته ودموعه وفي الحديث عن الإمام الحسين عليهالسلام : أنا قتيل العبرة وصريع الدمعة (١) .
فكأن العبرة والدمعة أعُدت له عليهالسلام ، ولذا قال الإمام الصادق عليهالسلام : كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين عليهالسلام (٢) .
وعن الإمام الصادق عليهالسلام قال : « قال الإمام الحسين بن علي عليهالسلام : أنا قتيل العبرة قُتلتُ مكروباً وحقيق على الله ان لا يأتيني مكروب قطّ إلّا ردّه الله وأقلبه إلى أهله مسرواً » (٣) .
وفي الحديث نظر أمير المؤمنين عليهالسلام إلى الحسين فقال : يا عبرة كل مؤمن ، فقال : أنا يا أبتاه قال نعم يا بنيّ (٤) .
وفي الحديث أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلّا استعبر (٥) .
قال المرحوم الحاج شيخ جعفر الرشتي في الخصائص : ١٤١ : اعلم ان الرقة والجزع والبكاء على مصائب أهل البيت عليهمالسلام مختلف ومنقسم على أقسام :
__________________
(١) المنجد مادة عَبر .
(٢) معالي السبطين للشيخ محمد مهدي المازندراني .
(٣) كامل الزيارات : ١٠٩ وعقاب الأعمال : ١٩ .
(٤) و (٥) كامل الزيارات : ١٠٨ .