في حين أن الرواية عن أهل بيت الرسالة المحمدية تكذّب هذه الوقيعة بشأن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، تصديقا لطبع الرسالة القدسية ، وللقرآن هنا وفي سواها من آيات.
فعن الإمام جعفر الصادق عليه السّلام قوله : «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم قال : جاء ومرحبا مرحبا ، والله لا يعاتبني الله فيك أبدا وكان يصنع به من اللطف حتى كان يكف عن النبي مما يفعل» (١).
فالرسول الأقدس يقسم بالله أنه ليس هو المعاتب بشأن الأعمى ، ثم حفيده الصادق عليه السّلام يقول : «إنها نزلت في رجل من بني أمية كان عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجاءه ابن أم مكتوم ، فلما جاءه تقذر منه وعبس في وجهه وجمع نفسه وأعرض بوجهه عنه» (٢).
وفي نقل آخر عنه عليه السّلام : «نزلت في عثمان وابن أم مكتوم ، وكان ابن أم مكتوم مؤذنا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان أعمى فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعنده أصحابه وعثمان عنده فقدمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عثمان ، فعبس عثمان في وجهه وتولى عنه» (٣).
إذا فلا يعبأ بما يتقوّل أو ينقل أنه الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم (٤) ، إذ يتنافى والكيان
__________________
(١) البرهان ٤ : ٤٢٨ ـ ٢ ، الطبرسي عنه (ع).
(٢) البرهان ٤ : ٤٢٨ ـ ١ ، الطبرسي عنه (ع).
(٣) البرهان ٤ : ٤٢٧ ـ ١ ، علي بن ابراهيم عنه (ع).
(٤) كما في الدر المنثور ٦ : ٣١٤ ـ ٣١٥ ، وليس شيء منها عن المعصوم ، وحاصلها بإلقاء المكررات «أن النبي (ص) كان عنده رجل أو رجال من عظماء المشركين يدعوهم إلى الإسلام فجاء ابن ام مكتوم ـ وهو مؤذن الرسول ـ يسترشده ويستقرئه شيئا من القرآن قائلا : يا رسول الله علمني مما علمك الله ، فأعرض عنه وعبس في وجهه وتولى وكره كلامه وأقبل على الآخرين ، فلما قضى رسول الله (ص) نجواه وأخذ ينقلب إلى أهله أمسك الله ببعض بصره ثم خفق برأسه ثم أنزل الله (عَبَسَ وَتَوَلَّى) عن عائشة وأنس وأبي مالك والحكم وابن زيد وابن عباس».