الرسول ، ويقترب إليه منحيا إياك يا عثمان! بأمر الرسول ، يسعى بدافع الخشية و : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) (٣٥ : ٢٨) والقرآن تذكرة لمن يخشى دون من يطغى : (ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى. إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى) (٢٠ : ٣ ـ ٥) (سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى) (٨٧ : ١٠).
(فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى) : أنت الذي تتصدى وتهتم بمن يطغى ولا يزكى ، أنت تلهى عمن يسعى ويخشى ويزكى ، تلهّى عنه عابسا في وجهه موليا عنه إلى الطواغيت ، أفعبسا في وجه الإيمان وتلهيا عنه إلى وجه الطغيان؟
هنا نسأل ذوي الضمائر الصافية ، هل من المحتمل ـ إذا ـ أن يكون العابس المولي وجهه عن الأعمى ، اللاهي عنه إلى الطواغيت ، المتصدي لهم ولا يرجى إيمانهم ، أنه الرسول الذي هو خير العابدين وهو على خلق عظيم؟! فبذلك تتهدم دعائم رسالته وأساس دعوته.
كلا ـ إنه من أرذل الناس وأسوأهم أدبا وأجهلهم بالأدب الإسلامي والإنساني ، إنه فرع من الشجرة الملعونة في القرآن.
«كلا» * : ليس هذا هو الأدب ، ليست هذه هي الشيمة الإسلامية ، ليس الإسلام بالذي يقرّك على هذه الحالة الرديئة ، وليس الرسول بالذي يسكت عن التذكرة ، وليس بالذي يقدمك على الأعمى ولى في مجلسك ..
«كلا» * : بعدا لخلقك اللئيم ، البعيد البعيد عما جاءت به الصحف المكرمة بأيدي سفرة ، كرام بررة.
إنّ عليك أن ترجع إلى رسالة السماء ، إلى كتب السماء ، إلى الكرام البررة ، لتخرج من هذه اللئامة ، لتخرجك من الظلمات إلى النور ، إلى صراط العزيز الحميد.
«كلا» * لا يكون هذا هو النبي البار الكريم ، وعلى حد قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : «والله لا يعاتبني الله فيك أبدا» ..