بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ) (٢٦ : ١٩٤) (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ. ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ. مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ) (٨١ : ٢١).
وإذ يوحي ملائكته الأعوان معه إلى سائر النبيين ما نجده خالصا موجزا خالدا في الذكر الحكيم ..
وأنهم سفرة : مرسلون سافرون ، دائمو الحركة في البلاغ ، بوجوه سافرة : بشّاشة ، وصدور سافرة ، وقلوب سافرة ، وألسنة ناطقة بالحق سافرة ، كيانهم السفور في الحق لا يختبون عن أمر أمروا ببلاغه ، يعيشون حياتهم السفارة الإلهية كما الله أراد.
فالسفارة هي الكشف والحركة والتنقل بالكشف ، فهم يكشفون الستر عن الحقائق بما أوحي إليهم ، ويتنقلون مناكب الأرض لتحقيق هذه السفارة الإلهية ، جماعة كشافة وهم كرام بررة (١).
إنهم كرام بررة في رسالاتهم وبلاغاتهم ، وليسوا لئاما خبثاء ، وأكرمهم وأبرّهم في بلاغ الوحي هو الرسول الألمعي الأبطحي محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم كما الأكرم في الملائكة هو جبرائيل ومن فوقهم الروح زعيمهم العظيم.
فلينح نحوهم ونحوه في مواجهة المؤمنين أمثال ذلك العابس المتولي اللئيم ليخرج عن عبوسه ولؤمه تخلقا بخلقه العظيم ، وليذّكّر بذكراهم المستغنون الكافرون.
__________________
(١) وقد يقال أن السفرة من السافرة بمعنى الكتبة ولكنه بعيد إذ أن الكتبة هنا أماهم كتبة الأعمال الكرام الكاتبون ـ ولا يناسب المقام من عدة جهات ـ أو أنهم كتبة الوحي فليسوا هم الملائكة ولا النبيون ، والكتبة غير المعصومين ليست لهم تلك الأهمية البالغة التي تخصهم بالذكر دون المرسلين.
وقد يحتمل أن السفرة بمعنى المصلحين ، ولا بأس أن يعنى مع المعنى الظاهر ، المرسلين. فإنهم هم المصلحون الكرام البررة.