سبعون مليونا ، ولو لا نزول الأمطار المتناوبة عليها لأحرقت الأرض وانقرضت هي أيضا قبل أجلها ، وكما عن باقر العلوم قوله : «إن الشمس تطلع ومعها أربعة أملاك ، ملك ينادي يا صاحب الخير أتمم وأبشر ، وملك ينادي يا صاحب الشر انزع وأقصر ، وملك ينادي أعط منفقا خلفا وآت ممسكا تلفا ، وملك ينزحها بالماء ، ولو لا ذلك اشتعلت الأرض(١)».
ويؤيد الرواية ما عن الدكتور (دونالد منزل) الفلكي الأميركي الشهير : «إن اختلاف الأشكال في القطع المرئية في وجه الشمس ، إنها نتيجة نزول أمطار غزيرة دائبة عليها ، وقد أظهر هو قطعة من الأفلام المصورة عن الشمس ، وفيها صورة أمطار شديدة تنزل على الشمس من ارتفاع ثمانين ألف كيلومتر ، رآها مرسلوا الفلكيين في المؤتمر المعني لذلك (٢).
إذا فالشمس في كور دائم شيئا فشيئا حتى يخلص دورها فتنتهي إلى كورها الأخير ، جارية في هذا الكور لمستقر لها ثم لا دور لها ولا كور : (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (٣٦ : ٣٨).
ومما يطوّل عمرها أكثر ، ما تسيل عليها من الأمطار الغزيرة ؛ فتمدها في تباطؤ كورها ؛ وتمنعها أن تحرق الأرض وسائر الكرات القريبة منها إلى أجل معدود.
(وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) :
النجم هو الكوكب الطالع ، وعلّه يعم طلوع التمدن فيه أيضا وأحرى ، والانكدار من الكدرة وهي الظلمة ، أو كانكدار الطائر إلى الأرض وهو انقضاضه وسقوطه نحوها.
__________________
(١) بحار الأنوار ج ١٤ كمباني ص ١٢٤ عن الكافي روى الجابر عن الباقر (ع) ..
(٢) نقلته جريدة اطلاعات الايرانية المنشورة يوم الخميس ١٥ ربيع الاول ١٣٦٩ هجرية قمرية الموافق ١٩٥٠ ميلادية ، نقلته عن مكتوب الدكتور دونالد منزل.