إنه يوم القيامة ، لقيام الناس (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ) وقيام الإشهاد (يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) وقيام الحساب (يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ) وقيام عالم جديد بعد خراب العتيق (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ) (٢٦ : ٩٠) قيامات وقيامات في قيامة واحدة ، ف (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ).
يوم يقوم الناس ـ متجردين ـ لرب العالمين ، ليس لهم يومئذ مولى سواه ، ولا رب سواه ، فقد ضلت الأرباب ، وتقطعت الأسباب ، والأمر يومئذ لله.
* * *
(كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (٧) وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ (٨) كِتابٌ مَرْقُومٌ (٩) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١٠) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (١١) وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٣) كَلاَّ بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٤) كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (١٥) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ (١٦) ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ)(١٧)
.. (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) :
الفجّار هم الذين يفجرون ستر العبودية والحياء ، المتجاوزون الحدود المقررة لهم ، الهاتكون لها ، والفجور يقابل التقوى وهي الحفاظ على شؤون العبودية :
(وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها. فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) (٩١ : ٧ ـ ٨).