فهذا جحيمهم الناتج عن أفكارهم وأعمالهم ، يحرقون به ، ثم مع الجحيم التأنيب مع ما شاهدوا من سوء أعمالهم وعله أمرّ من الجحيم وأدهى ، يؤنبون بأمور عدة ، منها (.. هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) .. كنتم تكذبون بيوم القيامة ، قيامة الأموات وقيام الحساب والجزاء الوفاق ، وإن النار تصلى بالأعمال والأفكار النارية فهي وقودها ، ف (إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
* * *
(كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (١٨) وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ (١٩) كِتابٌ مَرْقُومٌ (٢٠) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (٢١) إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (٢٢) عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ (٢٣) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ) (٢٤)
(كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) :
كلا! ليس كما يزعمه الأشرار أن لهم عقبى الدار إن كانت لها عقبى ، كما لهم دنيا الدار ، فإن كتابهم لفي سجين طوال الحياتين على عكس كتاب الأبرار.
وأما عليّون فقد قيل إنه اسم أشرف الجنان كما أن سجينا اسم لأشر النيران ، وقيل : إن مفرده «علي» * كثير العلو ، وعليون هم الأعلون المقربون.
هذا ، ولكنما القرآن نفسه يفسر «عليين» ب (كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) ف «عليون» على أية حال يوحي بالعلو العال ، كما سجين يوحي بالسفال ، فكتاب الأبرار إذا هو عليون وفي عليين ، وكما أن الأبرار هم عليون ، علو الذات المنحدر إلى علو الأعمال والصفات ، المسجلة في مختلف السجلات عالية