الأصلع فضحكنا منه ، فنزلت الآية قبل أن يصل علي وأصحابه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم» (١).
وهكذا يكون دور الإجرام طوال التاريخ ألا يكتفي المجرمون بعملياتهم الإجرامية ، بل ويحاولون بشتى الأساليب أن يجتثوا جذور الإيمان ، ومن أخريات الوسائل وأشنعها عادة الاستهزاء علّ المؤمنين ينضموا إلى صفوفهم وكلا ، إذا كانوا مؤمنين حقّا.
(وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ) :
مرور التنابز والتغامز ، هؤلاء المجرمون الأوغاد يواصلون دورهم الإجرامي إذ يمرون على المؤمنين الأوتاد ، مرورا ساخرا مائرا علّهم يرتبكون وينكسرون ، تغامزا بالعيون والأيدي ، وتنابزا بالألقاب الساخرة المرذولة قائلين : انظروا إلى هؤلاء الرجعيين كيف يتعبون أنفسهم ويحرمونها لذاتها الحاضرة لوعود كاذبة وأوهام لا أصل لها ، ويخاطرون بأنفسهم طلب الثواب!
(وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ) :
مرحين بطرين مما فعلوا بالمؤمنين ، آخذين ذلك فكاهة لأهلهم لعلهم يفرحون ويمرحون ، كأنهم انقلبوا عن أفلام ممرحة ومسرحيات مفرحة ، راضين عن أنفسهم الحقيرة الرديئة ، مبتهجين بما فعلوا دون أن يتلوموا أو يندموا ويشعروا بحقارة ما صنعوا ، فويل لهم مما كسبت أيديهم ، وويل لهم مما يصنعون.
__________________
(١). التفسير الكبير لفخر الدين الرازي ج ٣١ ص ١٠١ ونور الثقلين ٥ : ٥٣٥ عن علي ابن ابراهيم قال : نزلت في علي بن أبي طالب (ع.