الآيات الأربع الأخيرة هي في الصحف الأولى ، هو من باب التطبيق (١) ، فالمشار إليه هو كل ما في السورة ، وكما عن نفر من أصحاب النبي والتابعين (٢).
ثم القرآن بصورة عامة ، فيه نسخة ما في الصحف الأولى (أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى) ، وعلى حد قول علي عليه السّلام : «فجاءهم بنسخة ما في الصحف الأولى وتصديق الذي بين يديه وتفصيل الحلال من ريب الحرام» (٣).
ولا يعني أن القرآن ترجمة لهذه الصحف ، ولا سيما الموجودة منها الآن ، لأنه يكذب شيئا كثيرا من محرفاتها وخرافاتها الدخيلة ، ويصدّق بعضا تكميلا له أو نسخا وكرمز للخلود(٤).
__________________
(١) كما في الدر المنثور ، أخرج عبد بن حميد وابن مردويه وابن عساكر عن أبي ذر قال : قلت يا رسول الله الله (ص) هل أنزل عليك شيء مما في صحف ابراهيم وموسى؟ قال : يا أبا ذر! نعم (قَدْ أَفْلَحَ ... وَأَبْقى ـ إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى).
(٢) كابن عباس وسعيد بن المسيب والسدي وأبي العالية وقتادة وعكرمة كما في الدر المنثور ٦ : ٣٤١.
(٣) نور الثقلين ٥ : ٥٥٨ ح ٢٢٨ مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله (ع) عنه (ع).
(٤) تجد تفصيل البحث عن نسبة القرآن إلى الصحف في كتابنا (المقارنات) من ص ١٤٧ جوابا عن شطحات الحداد ، وتجده أيضا في طيات الآيات المناسبة.