إلا إياه ، وعلى حد قول الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم (١) وغيره يؤوّل أو يضرب عرض الحائط (٢).
__________________
(١) الدر المنثور ٦ : ٣٤٣ ، أخرج الأعلام عن جابر قال : قال رسول الله (ص): أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله ، ثم قرأ : (فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ. لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ).
وعن علي (ع) جوابا عن كيفية الحساب : كيف يحاسب الله الخلق على كثرتهم؟ قال : كما يرزقهم على كثرتهم ، قيل : فكيف يحاسبهم ولا يرونه؟ قال : كما يرزقهم ولا يرونه ، (نهج البلاغة).
(٢) في زيارة الجامعة عن الامام الجواد (ع) «وإياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم» (وفي معناها روايات عدة كالمروي) عن الامام موسى الكاظم (ع) أنه قال : يا سماعة إلينا إياب هذا الخلق ، وعلينا حسابهم ، فما كان لهم من ذنب بينهم وبين الله عز وجل حتمنا على الله عز وجل في تركه لنا ، فأجابنا إلى ذلك ، وما كان بينهم وبين الناس استوهبناه منهم فأجابا إلى ذلك وعوضهم الله عز وجل.
وعن الامام الصادق (ع): إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا فما كان لله سألنا الله أن يهبه فهو لهم ، وما كان لنا فهو لهم ثم قرأ الآية : (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ. ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) (نور الثقلين ٥ : ٥٦٨ ـ ٥٦٩).
أقول : آخر المطاف في تأويل أمثال هذه الأحاديث أنها تعني إثبات الشفاعة لهم (ع) فهناك إيابان وحسابان : أصل وفرع ، فالأصل لله ، والفرع لهم بإذنه ، كما فصلناه في أبواب الشفاعة ، وأما القول «حتمنا على الله» فتأويله رده ، تأمل.