إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) (٧ : ١٥٨) :
وهكذا يكون دائما دور الصفات والأفعال المنسوبة إلى الله تعالى ، أن لزامها تجريدها عما للمخلوقين من أفعال وصفات ، تسبيحا لذاته وأفعاله وصفاته عما للمخلوقين : (سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ. إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ).
(وَجاءَ رَبُّكَ) بأمره (وَالْمَلَكُ) حاملين أمره لتحقيقه (صَفًّا صَفًّا) : جنود مصطفون مصطفّون (عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ).
(وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى) :
هل إن مجيء جهنم هو بروزها؟ : (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ) (٢٦ : ٩١) (.. لِمَنْ يَرى) (٧٩ : ٣٦) ولأنهم كانوا في غفلة منها وغطاء : (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) .. أو أنه مجيء عذابها : (وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ) (٨١ : ١٠) بعد أن لم تكن مسعرة؟ أو أنه مجيئها من مكان إلى مكان؟ كلّ محتمل ، والكل أجمل ، رعاية الجمع بين شاهد القرآن والسنة (١).
__________________
(١) فمن القرآن الآيتان ، ومن السنة ما عن أبي سعد الخدري قال : لما نزلت هذه الآية تغير وجه رسول الله (ص) وعرف حتى اشتد على أصحابه ما رأوا من حاله ، وانطلق بعضهم إلى علي بن أبي طالب فقالوا : يا علي! لقد حدث أمر قد رأيناه في نبي الله ، فجاء علي (ع) فاحتضنه من خلفه وقبل بين عاتقيه ، ثم قال : يا نبي الله بأبي أنت وأمي ما الذي حدث اليوم؟ قال : جاء جبرائيل فأقرأني : (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ) قال : فقلت : يجاء بها؟ قال : يجيء بها سبعون ألف يقودونها بسبعين ألف زمام فتشرد شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع ، ثم أتعرض لجهنم فتقول : مالي ولك يا محمد! فقد حرم الله لحمك علي ، فلا يبقى أحد إلا قال : نفسي نفسي ، وان محمدا يقول : أمتي أمتي (الدر المنثور ٦ : ٦ : ٣ ، أخرجه ابن مردويه عن الخدري عنه (ص).