نادِيَهُ) هناك ، كما هدد بها الرسول هنا (١) ، (سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ) : الملائكة الغلاظ الشداد التسعة عشر : (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ. ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ. ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ).
(كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) :
ف «اقرب ما يكون العبد من الله إذا كان ساجدا» (٢) هنا يسجد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم قائلا في سجوده : «أعوذ بالله ، برضاك من سخطك ، وبما فاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، حتى لا أحصي ثناء عليك. أنت كما أثنيت على نفسك»(٣).
فهذه من آيات السجدة الواجبة ، والباقية هي : آية النجم (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) (٥٣ : ٦٢) وفصلت (لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) (٤١ : ٣٧) والسجدة : (إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً) (٣٢ : ١٥).
تسمى المجموعة العزائم الأربع ، فتجب السجدة عند تلاوتها : قراءة وسماعا واستماعا ، لإطلاق الآيات ، وتعارض الروايات في السماع إيجابا ونفيا يعالج بردها إلى القرآن فالأخذ بالأول لموافقة الآيات ، ولأن الناهية وغير الموجبة توافق سائر
__________________
(١) تقول الروايات أن أبا جهل هدد النبي قائلا : «لقد علمت ما بها أكثر ناديا مني» فنزلت الآية.
(٢) نور الثقلين ٥ : ٦١١ عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله (ص) قال : ..
(٣) نور الثقلين ٥ : ٦١٢ من غوالي اللئالي روي في الحديث أنه لما نزل قوله تعالى : واسجد واقترب. سجد النبي (ص) فقال في سجوده : ..