والفوج هو الجماعة المارّة المسرعة ، تسرع كل إلى ما أعده لنفسه ، من نحسه ونفيسه.
يقول الرسول الأقدس صلّى الله عليه وآله وسلّم عن أفواج المجرمين ، تفسيرا ل (فَتَأْتُونَ أَفْواجاً) :
«هم عشرة أصناف من أمتي أشتاتا ، قد ميزهم الله من جماعة المسلمين ، وبدل صورهم : فبعضهم على صورة القردة ، وبعضهم على صورة الخنازير ، وبعضهم منكبين (منكسين) أرجلهم فوق ووجوههم أسفل ، يسحبون عليها ، وبعضهم عمي يترددون ، وبعضهم صم بكم لا يعقلون ، وبعضهم يمضغون ألسنتهم وهي مدلاة على صدورهم يسيل القيح من أفواههم لعابا ، يقذرهم أهل الجمع ، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم ، وبعضهم مصلبون على جذوع من نار ، وبعضهم أشد نتنا من الجيف ، وبعضهم يلبسون جبابا سابغات من قطران لازقة بجلودهم .. فأما الذين على صورة القردة فالقتات من الناس (النمامون). وأما الذين على صورة الخنازير فأكلة السحت. وأما المنكسون على رؤوسهم فأكلة الربا. والعمي من يجور في الحكم. والصم البكم ، المعجبون بأعمالهم. والذين يمضغون ألسنتهم فالعلماء والقضاة من الذين تخالف أقوالهم أعمالهم. والمقطعة أيديهم وأرجلهم الذين يؤذون الجيران. والمصلبون على جذوع من نار فالسعاة بالناس إلى السلطان. والذين أشد نتنا من الجيف فالذين يتمتعون بالشهوات واللذات ويمنعون حق الله وحق الفقراء من أموالهم. والذين يلبسون الجباب فأهل الكبر والخيلاء والفخر» (١).
__________________
(١) الدر المنثور ج ٦ ص ٢٠٧ ، أخرج ابن مردوية عن البراء بن عازب ان معاذ بن جبل قال : يا رسول الله (ص)! ما قول الله (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً)؟ فقال : يا معاذ! سألت عن أمر عظيم ، ثم أرسل عينيه ثم قال : .. وفي مجمع البيان مثله إلا يسيرا أشرنا إليه ، والأفواج المذكورون هنا هم المتخلفون من المسلمين ، فما هو ـ إذا ـ أحوال الكفار؟