هذا ـ ولكننا ماذا نصنع بواقع اختلاف الآفاق ، وعله حوالي يوم أو يومين في الكرة الأرضية ، إضافة إلى اختلاف الليل والنهار في وقتيهما أيضا حسب اختلاف الآفاق ، فنهار النصف من الكرة ليل في النصف الآخر ، وحسب طوال الليل أو النهار إلى قرابة ستة أشهر ، فما هو المناط في ليلة القدر من هذه الآفاق؟
قد يقال : إن لكل أفق ليلة قدر يخصه ، فهي ليال حسب مجموعة الآفاق رغم كونها ليلة حسب كل أفق ، ويشكل أن الآية لا تتحدث عن كل أفق قبال الآفاق ، وإنما عن كافة الآفاق ، حيث المعنيين بالآيات كافة سكنة الأرض.
ومن جهة أخرى ، إن تنزل الملائكة والروح فيها ليس إلا مرة في ليلة واحدة فما هي بين ليالي الآفاق؟.
نقول : بما أن ليلة القدر واحدة ، وتنزّل الملائكة والروح ليس إلا فيها على قلب الرسول محمد (ص) أو على قلب محمدي للإمام المعصوم ، من هنا وهناك نستوحي أن المناط في القدر هو الأفق الذي فيه الإمام ، ثم يقاس عليه سائر الآفاق ليلا أو نهارا ، ولا تبقى إذا إلا مشكلة اختصاص ليلة القدر ببعض الآفاق وحرمان الأخر منها ، والحلّ أن التردد فيها بين ليال عدة كما يأتي ، هذا التردد يكسب كل أهالي المعمورة ، ليلة القدر.
لنفرض أن ليلة القدر هي التاسعة عشرة من رمضان ، وهي في أفق الإمام ليلة الإحدى والعشرين منه ، أو بالعكس ، فهي واحدة رغم اختلاف الأفق : تسعة عشرة وإحدى وعشرين.
وفيما إذا كانت لا تقارن ليلة القدر في أفق الإمام ليلة في أفق آخر ، كأن يكون نهارا قران ليلة القدر ، فلأهالي أفق النهار أجرهم إذا كانوا في طاعة الله ، رغم جهلهم بها ، وبالإمكان أن الإمام يتنقّل كل سنة إلى مختلف الآفاق ليكسب الكلّ فضيلة القدر.