في كيان الألوهية ، فتراهم يقولون : إلهنا وربنا المسيح ، ديّاننا ومنقذنا و... رغم أنهم كأهل الكتاب نهوا عن هذا وذاك :
(وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) :
عبادة الله وحده دون أن يعبد سواه أو يعبد معه سواه ، عبادة خالصة تنتج طاعة خالصة : (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) : الطاعة ، لا أن يعبدوا الله ثم يطيعوا سواه ، كما اتخذ اليهود والنصارى أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ، أربابا في الطاعة ، لا في عقيدة الألوهية والعبادة ، فما قيمة عبادة لا طاعة فيها وكما يتقولون : أعطوا ما لله لله وما لقيصر لقيصر! فمن هو قيصر ومن فوقه بجنب الله حتى يحسب له حساب في جنبه.
فكما الإشراك في عبادة الله كفر ، كذلك الإشراك في طاعته ، ومن أهم ما يرام في عبادة الله ، هو طاعته فيما يأمر وينهى ، وليس الإله المعبود غير المطاع إلا كجماد!
إنما هي عبادته وطاعته ، ومن أبرز عباداته إقام الصلاة ، ومن أبرز طاعاته إيتاء الزكاة : (وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) : دين الكتب القيمة ، وحي السماء الخالص عن دنس الأرض وخرافاتها ، فلقد أجمعت كتب الوحي القيّمة على هذه الأركان الأربعة الدينية ، مهما اختلفت في البعض من صورها ، أو البعض مما سواها :
١ ـ عبادة الله خالصة ، ٢ ـ طاعته خالصة .. حنيفا : معرضا عمن سوى الله في العبادة والطاعة ، ٣ ـ إقام الصلاة ، ٤ ـ إيتاء الزكاة .. (وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) : ذلك طاعة الكتب القيمة.