قارعة يوم الدنيا تتلوها قارعة ـ ما أعظمها ـ في الآخرة : (حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللهِ) بالقارعة الأخيرة الهائلة.
إنها قوارع تتبع ما صنعوا ، في أولاهم يسيرا ، وفي أخراهم كثيرا : (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ) (٦٩ : ٤) والقارعة مبالغة في القرع ، وهو ضرب شيء على شيء ، والآخرة هي يوم التضارب والتداق ، يتضارب الكون ويضطرب : بقرع الأنجم والكواكب بعضها ببعض لحد الانتثار : (وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ) : فينتصر في هذه المعركة الشاملة أمر الله ، إن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، وكان أمر الله مفعولا.
إنها تقرع إنسانها بما قدمت نفسه من قوارع الأفكار والأعمال ، رغم أنها ما كانت تقرع صاحبها يومها إلا يسيرا ، لكنها تقرعه يوم الآخرة كثيرا ، جزاء وفاقا.
والقارعة اسم من أسماء القيامة الكبرى تشير إلى سمته ، كأضرابها من أسمائه التي تشير : كلّ إلى سمة وحالة خاصة (١).
__________________
(١) منها اسماء مفردة ك : الواقعة ـ الصاخة ، ومنها مركبة إضافية : ك : اليوم الموعود ـ اليوم الآخر ـ يوم عظيم ـ يوم كبير ـ يوم الجمع ـ يوم أليم ـ يوم عصيب ـ يوم مشهود ـ يوم الحساب ـ يوم الدين ـ يوم يلقونه ـ يوم الحسرة ـ يوم الآزفة ـ يوم الفتح ـ يوم التناد ـ يوم الفصل ـ يوم محيط ـ يوم الخلود ـ .. ومنها مركبة بيانية ك : يوم تبلى السرائر ـ يوم لا بيع فيه ولا خلة ، يوم ينفخ في الصور ، يوم تشخص فيه الأبصار ، يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ، يوم يقوم الأشهاد ، يوم ترجف الراجفة ، يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة ، يوم لا تكلم نفس إلا بإذنه ، يوم توفي كل نفس ما عملت ، يوم تدعو كل أناس بإمامهم ، يوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة.
ويوم القيامة يومان : يوم الإماتة ويوم الإحياء ، والآيات تبحث عن اليومين وتعبر عنهما جميعا بيوم القيامة.