(إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) :
فما هو الكوثر بعد؟.
الكوثر لغويا هو المبالغ في الكثرة ، واعتبارا أنه يقابل الأبتر ، فهو الكثرة الكثيرة من كل خير ، من كل اتصال بمعدن الرحمة الإلهية ، فلم يبق الله رحمة
__________________
ـ لكنما القرآن يختص سورة بتنزيهها وتطهيرها عما تقولوا عليها أمثال هذه .. وما نسبت إلى الزنا.
إن القرآن لا يذكر امرأة باسمها ، وليس ذكر السيدة مريم إلا تبرئة لها ، وإلا تأكيدا لولادة المسيح العجيبة ، أنها كانت دون والد.
لكن فاطمة ما نسبت إلى منكر حتى يذاد عنها بآيات قرآنية ، ومجرد الذكر في القرآن لا يدل على الأفضلية في الكمال ، فهذا «زيد» * يذكره القرآن لمهمة أحكامية ، ولا يذكر من ألوف النبيين إلا ستة وعشرين.
الأسقف : ولكنها حسب القرآن مفضلة على نساء العالمين ومنهن فاطمتكم (يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ).
المفسر : على العالمين : (عالمي زمانها) .. لا من الأولين والآخرين ، وكما يقال : ان الأسقف أفضل الأساقفة في العالمين ، أو أفضل علماء الإنجيل ، فهل تعني أفضليته على علماء الإنجيل مدى الدهور؟!
ثم هي خير نساء العالمين ـ لا ـ ورجالهم ، وفاطمة الإسلام اختصت مع الرسول الأقدس محمد (ص) وزوجها وابنيها ، بعصمة وطهارة ، لا يشاركها أحد من العالمين ، من نوح وابراهيم وموسى والمسيح (ع) .. بشهادة آية التطهير : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٣٣ : ٣٣) ف «إنما» * تحصر إذهاب الرجس ، وتحصر الطهارة ، تحصرهما بأهل بيت الرسالة المحمدية وكما في متواتر الأحاديث الإسلامية دون خلاف.
فلو أن السيدة مريم مفضلة على نساء عالمي زمانها ، أو نساء العالمين من الأولين والآخرين ، فالسيدة فاطمة مفضلة على العالمين بنسائهم ورجالهم ، وحسبها انها كوثرة من الكوثر ، من أعظم المعطيات الإلهية للرسول الأقدس محمد (ص).