يمكن إعطاءها ، إلا وقد أعطاها رسوله الأقدس محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وإنه : «الكوثر» لا «كوثر» ولا «الكوثر من رحمة خاصة» بل «الكوثر» : الكثرة المنقطعة النظير وغير محدود ، من كل خير بالإمكان أن يفيضه رب العالمين على أحد من العالمين.
إن الكوثر هذا ، يشير تماما إلى عكس المعنى الذي أطلقه هؤلاء السفهاء ، وأشمل عكسا ، إنهم اعتبروه «أبتر» : منقطع النسل ، وربه يعتبر له «الكوثر» اتصالا غير محدود بمعدن الرحمة والعظمة الإلهية ، ومنه كوثرة النسل : فاطمة الزهراء (ع).
فإذا أراد أحد أن يتتبع هذا الكوثر فهو واجده حيثما تصوّر أو نظر :
١ ـ في رسالته التي هي خير الرسالات وخاتمتها ، التي جمعت الرسالات الإلهية كلها وزيادة ، كأنها الرسالة وحدها.
٢ ـ في قرآنه : ينبوع ثرّ لا يفتأ ، الكتاب الذي جمع فيه معجزة الرسالة ومعجزة الوحي.
٣ ـ في علمه الغزير وعقله الوفير الذي فاق عقول العالمين.
٤ ـ في كافة محامده ، وهو المحامد كله ، وعلى حدّ تعبير سليمان بن داود في كتابه كما في الأصل العبراني : «.. حكّو ممتقيّم وكولو «محمديم» زه دودي وزه رعي بنت ير شالام» (نشيد الأناشيد ٥ : ١٦) :
أي : فمه حلو وكلّه «محمد» * هذا محبوبي وهذا ناصري الذي يرعاني يا بنات أورشليم.
كله محمد : هو بتمامه : بذاته وبصفاته وأفعاله ، برسالته وكتابه .. محمد : في غاية المحمودية والكمال والبهاء والجلال ، لا في اسمه فحسب.