رحمانا ـ رحيما ـ حيّا ـ قيوما ـ حكيما ـ خالقا ـ عليما ـ محييا ـ مميتا ـ ملكا ـ سلاما ـ مؤمنا ـ مهيمنا ـ عزيزا ـ جبارا ـ متكبرا ـ له العرش وله الأسماء الحسنى.
كما وأنها تسلب عنه تعالى ما يتنافى وكيان الألوهية ذاتا وصفات وأفعالا : وإليكم تفسيرا مختصرا لسورة التوحيد :
«قل» * .. أظهر كما تضمر (١) في جواب الضالين التائهين عن معرفة الله ، في جواب الناكرين لوجوده ، والمشركين به والمثنّين له ، والمثلّثين إياه والمتبنّين عليه : قل : مقالة عاقلة تقضي على الأفكار الضالة العالقة بالأذهان : إن إلهي يختلف عن إلهكم وآلهتكم تماما.
إنها سورة تبرز المعاني التي تسمّت بأسمائها ، ويا لها من أسماء سامية سمتها بسماتها :
إنها سورة : التفريد ١ ، التجريد ٢ ، الإخلاص ٣ ، التوحيد ٤ ، الولاية ٥ ، النجاة ٦ ، النسبة ٧ ، المعرفة ٨ ، الجمال ٩ ، المقشقشة ١٠ ، المعوذة ١١ ،
__________________
(١) الأمر بالقول هنا يرمز لأمور عدة : منها ان الرسول لا يقول إلا عن الوحي وبالوحي وإن كان عنده جواب حسب العقلية البشرية ، فإنه إذاعة وحي السماء حتى في قوله «قل» * ، ومنها أن القول إبراز ما في الجنان باللسان ولا بد أن تبرز عقيدة التوحيد بكافة وسائل الإبراز ، ولكي يعرف الموحد بعقيدة التوحيد بين جماهير المشركين ، ومنها وجوب الدعوة إلى التوحيد ، دون اكتفاء بالعقيدة القلبية البارزة ، فانها لا بد أن تبرز موجهه للضالين» الناكرين توحيد الله ، بروزا بالحجة البالغة الدامغة كما نراها في هذه السورة ، ويشير إلى ذلك الحديث التالي :
التوحيد عن أبي عبد الله (ع) عن أبيه الباقر (ع) في قول الله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) قال : قل ـ أي : أظهر ما أوحينا إليك ونبأناك بتأليف الحروف التي قرأناها لك لتهدي به من ألقى السمع وهو شهيد.