فيه» «باين عن خلقه بينونة ذات وصفة ، لا بينونة عزلة : «في علم وقدرة» (حديث شريف).
إنه واحد لا بعدد ، وهو الأحد إذ لا ثاني له ، ولا يدخل في باب العدد ، إذ لا يقال: أحد اثنان .. إنما : واحد اثنان ، فهو واحد أحدي ، وليس واحدا عدديا ..
وإنه لا يتعدد في لفظ ولا معنى ، فهو «أحد» * رغم أن الواحد يتعدد فيهما : ١ ـ واحد اثنان ، ٢ ـ أنا واحد ، وقد تركبت من ملايين الأجزاء.
و «أحد» * في وصف الله ، يضم كافة الصفات الثبوتية والسلبية ، كما ويكملها «الصمد».
فالأحدية الذاتية والفاعلية والصفاتية والسرمدية والمعبودية ، كلهما معنية من «أحد» * دون اختصاص بناحية دون أخرى.
كما وتنفي كافة الكثرات عن ذاته وصفاته وأفعاله ..
(اللهُ الصَّمَدُ) :
تفسير للهوية الإلهية : «هو» * وإلهيته «الله» * وأحديته «أحد» * وكما يفسّر الصمد ب (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) .. خير مفسّر ومفسّر (١).
و «الصمد» هو الذي ليس له جوف ، لا جسماني لأنه لا جسم له ، وكل جسم مجوّف! ولا روحاني ، لأنه جامع الصفات والكمالات الذاتية اللامحدودة ،
__________________
(١) التوحيد عن باقر العلوم (ع): أن أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن علي (ع) يسألونه عن الصمد ، فكتب إليهم : بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد ، فلا تخوضوا في القرآن ولا تجادلوا فيه ولا تتكلموا فيه بغير علم فقد سمعت جدي رسول الله (ص) يقول : من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار ، وأن الله سبحانه قد فسر الصمد ، فقال : (اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ) ثم فسره فقال : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ).