(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) إذ إن الكفؤ إما هو ذات يخرج من ذاته ، فهو (لَمْ يَلِدْ) فيكون في العز مشاركا ، أو من يتخذه ولدا فأسوء حالا وأضل سبيلا ، فإذا كان الولد ـ الذي هو من جوهر ذات الوالد ـ منفيا عنه تعالى ، فبالأحرى من يتخذه ولدا ، ولماذا يتخذ؟
أو أن الكفؤ كائن مستقل عن ذات الله وعن اتخاذه شريكا ، فهو أيضا يتناقض وتجرديته المطلقة اللامحدودة ، حيث اللامحدود لا يتعدد ـ ومحال أن يتعدد ـ فإن العدد إنما هو في المحدودات.
ويتناقض أحديته وصمديته ، فإن الصمد : غير المحتاج إطلاقا ، ليس له شريك إطلاقا من أي الثلاثة : ولدا ، أو من يتخذه ولدا ، أو إلها مستقلا عن كيانه تعالى ، فلم يكن له كفوا أحد (١).
وإليكم إجمالا بعد تفصيل في تفسير هذه السورة كلام الإمام أمير المؤمنين علي عليه أفضل التحية والسلام : «سأل رجل عليا عليه السلام عن تفسير هذه السورة فقال : هو الله أحد بلا تأويل عدد ، الصمد بلا تبعيض بدد ، لم يلد فيكون موروثا هالكا ، ولم يولد فيكون في العز مشاركا ، ولم يكن له من خلقه كفوا أحد» (٢).
__________________
(١) التفصيل العقلي في كتابنا «حوار بين الإلهيين والماديين».
(٢) نور الثقلين ٥ : ٧١٥ ح ٨٥ عن عبد خير عنه (ع).