يدين بصورة اجمالية أضاليل القرون الأولى في الثالوث الأقدس! ثم إلى القرن ٥ و ٦ قانون أثناسيوس ، ثم قانون مجمع طليطلة الحادي عشر (٧٦٥ م) ثم في القرون الوسطى قانون المجمع اللاتراني الرابع (١٢١٥ م) ثم مجمع فلورنس (١٤٤١ م) ثم في العصر الحديث تعليم لبيوس السادس (١٧٩٤ م).
وإن أول من دسّ في فكرة الكنيسة فكرة الأبوة والبنوّة الإلهيين ، هو الخصي الكوسج المصري خادم الرهبان «اوريفين» (١) إلى أن تشكل مجمع «نيقية» (٣٢٥ م) إذ جاءت من الجماعات الروحية المسيحية من مختلف الأقطار من يزيدون على ألف مبعوث لانتخاب الأناجيل التي يجب أن تعتبر قانونية ، ولقد كان ٣١٨ شخصا من هؤلاء من القائلين بألوهية المسيح.
وقد اجتهد آريوس رئيس الموحدين على أن المسيح مخلوق ، وأنه عبد الله ، مستدلا بما لديه من الآيات الانجيلية وبتفاسير الأعزة والآباء من ايقليسيا ، واعترف بهذه الحقيقة الثلثان الباقون من الألف ، أعضاء المجمع.
ومن ناحية أخرى قام رؤساء الثالوثيين (وعلى رأسهم اثناسيوس) للبرهنة على أن المسيح إله تام ، وأنه متحد الجوهر مع الله ، وأخيرا ترجّح رأي المثلثين ، لا لشيء إلا للسلطة الجبارة آنذاك من قسطنطين (قونسطنطينوس) تحت ستار إيجاد الأمن بين المتخالفين ، وأن قسطنطين هذا يرجح رأي صديقه البابا كاهن رومية الأعظم ، وهو من الأقلية الثالوثية في النيقية ، ويأمر بإخراج أكثر من سبعمائة من الرؤساء الروحيين الباقين الموحدين من المجمع ، ويقتل آريوس رئيس الموحدين لكي يصفّي جو المجمع (٣١٨) الباقين المثلثين.
ولقد صرح السيد المسيح بهذا الحادث العظيم تنديدا بالمثلثين ، وترحما على الموحدين بقوله : «سيخرجونكم من المجامع ، بل تأتي ساعة فيها يظن كل من
__________________
(١) هو راهب أعزب عارف باللغات عاش في القرن الثاني الميلادي.