نَفْسٍ بِما تَسْعى) فإنها محضرة بسعيها ، منزوعة عن رسوبها المزعوم إلى دار الجزاء.
(وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً) :
في غريب القرآن : ثور ناشط أي خارج من بلد إلى بلد ، والنشط هو العقد الذي يسهل حله ، وفي غيره أنه حل العقد أيضا ، فالنشط إذا هو التنقل في البلاد لعقد يسهل حلّه أو حلّ عن العقد.
القوات الملائكية التي تحل عقد الأرواح عن أبدانها ، وتحل الأجزاء المعقدة من أبدان بأبدان ، تحلها وتجمعها لكل روح على حدة ، نشطا وتنقلا في مختلف أكناف الأرض لتجمع وتضم هذه المتفرقات المتحللات .. والتي تعقد الأرواح بالأجساد وتنفخها فيها بإذن ربها ، وتعقد أجزاء الأجساد المتفرقة ، على نشاط بالغ دون إهمال ولا إبطال.
والموت الذي كأنه مؤمّر في تجوال ، لتحل الأرواح من أبدانها الدنيوية ، ولتعقدها بأبدانها البرزخية ، ثم الموت عن الحياة البرزخية الذي يحل أيضا ويعقد ، يعقد الأرواح بالأجساد المعادة في المعاد.
والنجوم الناشطات في تجولاتها عقدا لأحيان وحلا لأخرى.
والناشطات الإنسية والجنية في مختلف مجالات الحياة : حلا وعقدا.
والناشطات الحيوانية تنشط العظم واللحم وكما هي «كلاب النار» (١).
__________________
(١) الدر المنثور ٦ : ٣١١ ، أخرج ابن مردوية عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله (ص) لا تمزق الناس فتمزقك كلاب النار ، قال الله والناشطات نشطا أتدري ما هو؟ قلت : يا بني الله ما هو؟ قال : كلاب في النار تنشط العظم واللحم.