الْعالَمِينَ) (٥ : ٢٨) ، فالذين يخافونه فلا يعصونه : (الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (٤١ : ٣٠). (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ) (٥٥ : ٤٦).
والجنتان هما الجسدانية والروحانية وهي أكبر : (وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (٩ : ٧٢) (.. لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) (٣ : ١٥).
(وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى) : إن خوف مقام الرب لا يثمر إلا بنهي النفس عن الهوى (.. إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي) (١٢ : ٥٣) فالنفس البهيمية هي التي تدفع الإنسان إلى خطوات الشيطان وإلى الطغيان على الرحمان وإلى أن يؤثر الإنسان الحياة الدنيا ، فليعش الإنسان حياته بجناحي السلب والإيجاب : أن يسلب عنه هوى النفس الطائشة الطاغية تنزيها وتزكية ، وأن يفرض على نفسه خوف مقام ربه تحلية له وتجلية ، فيطير بجناحيه إلى معراج المعرفة والعبودية الكاملة : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى).
«فمن علم أن الله يراه ويسمع ما يقول ويعلم ما يعمله من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال فذلك الذي خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى» (١)
«فلا تدع النفس وهواها فإن هواها في رداها وترك النفس وما تهوى داؤها ، وكف النفس عما تهوى دواؤها» (٢) «واحذروا أهواءكم
__________________
(١) نور الثقلين ٥ : ٥٠٧ ح ٤٤ عن الصادق (ع) في الآية.
(٢) في ح ٤٥ عن أبي الحسن الرضا (ع): اتق المرتقى السهل إذا كان منحدره وعرا ، قال : وكان أبو عبد الله (ع) يقول : لا تدع النفس ..