قلت : والسلطان مراد هذا المخاطب بعمارة البيت الشريف غير السلطان مراد الآتي ذكره في عمارة الحرم ، فإن الآتي ذكره هو جد هذا ، والسلطان مراد المخاطب (١) هنا فإنه توفي رحمهالله سنة ألف [تسع](٢) وأربعين ، ومدة سلطنته أربعة عشر سنة ، وأما السلطان مراد جدّ هذا الآتي ذكره عند عمارة الحرم توفي سنة ألف [وثلاث](٣) فتنبّه. انتهى.
ولما اجتمع رأي الحاضرين أمر مولانا الشريف أن يكتب صورة سؤال ، ويضع العلماء عليه خطوطهم بعد [محض](٤) الفكر ليبعث به إلى الأبواب. وقاموا من ذلك المجلس ، وفرش لهم بساط عند باب الرحمة (٥) ـ قلت : الآن يعرف بباب الشريف ؛ لأن الشريف سرور كان يخرج من هذا الباب إلى بيته الذي بأجياد ـ ، وطلبوا كتاب الشيخ أحمد بن حجر الهيثمي المكي المسمى ب : المناهل العذبة في إصلاح ما وهى من [الكعبة](٦) ، فأحضر لهم ، وأخذ مولانا الشيخ تاج الدين المالكي الكتاب وجلس يقرأ عليهم والحاضرون يسمعون ، فلما وصلوا إلى المطلوب كتبوا سؤالا كما
__________________
(١) في الأصل : مخاطب.
(٢) في الأصل : تسعة.
(٣) في الأصل : وثلاثة.
(٤) في الأصل : محضر. والمثبت من منائح الكرم.
(٥) باب الرحمة : هو الباب الخامس الذي يقع في الجهة الجنوبية للمسجد الحرام ، وترتيبه الخامس من الشرق. ذكر الأزرقي أنه من أبواب بني مخزوم أيضا ؛ لكونهم كانوا ساكنين بتلك الجهة ، ثم عرف بباب المجاهدية ؛ لكونه عند مدرسة الملك المؤيد المجاهد صاحب اليمن ، كما كان يسمى إلى جانب اسمه هذا بباب الرحمة ، ولا يعرف سبب تسميته هذه ، ثم عرف في الوقت الحاضر ـ أي زمن المؤرخ باسلامة ـ بباب أجياد ؛ لأنه أمام شارع أجياد ، أنشأه الخليفة العباسي محمد المهدي في عمارته الثانية سنة ١٦٤ ه ، وجددت عمارته سنة ٩٨٤ ه (انظر : الأزرقي ٢ / ٩٠ ، وشفاء الغرام ١ / ٤٥٠ ، والإعلام ص : ٤٢٣ ، ومرآة الحرمين ١ / ٢٣٢ ، وتاريخ عمارة المسجد الحرام ص : ١٢٣).
(٦) في الأصل : البيت. والمثبت من منائح الكرم (٤ / ٧٢).