وتسدل على باب البيت ليلة الاثنين وليلة الجمعة ـ أي : من عصر يوم الأحد وعصر يوم الخميس إلى المغرب ـ وهي حسنة ، ويسموها أهل مكة : البرقع ، ولم أعلم متى حدثت ولا من أحدثها.
وذكرها الفاسي في شفاء الغرام ونصه : وعمل في هذه السنة ـ وهي سنة [تسع عشرة](١) وثمانمائة ـ لباب الكعبة [ستارة عظيمة الحسن أحسن من الستائر الأول التي شاهدناها](٢). انتهى (٣).
قال السمهودي : وفي عشر الستين وسبعمائة اشترى السلطان الصالح إسماعيل ابن الناصر محمد قرية من بيت مال المسلمين بمصر ووقفها على كسوة الكعبة المشرفة في كل سنة ، وعلى كسوة الحجرة والمنبر في كل خمس سنين مرة ، وذكره التقي الفاسي والزين المراغي إلا أنه قال في كسوة الحجرة : في كل ست سنين مرة تعمل من الديباج الأسود مرقوما بالحرير الأبيض ، ولها طراز منسوج بالفضة المذهبة دائر عليها إلا كسوة المنبر فإنها بتفصيص أبيض. اه.
والعادة قسم الكسوة العتيقة عند ورود الجديدة والحكم فيه كحكم كسوة الكعبة. قال العلائي : إنه لا تردد في جواز قسمتها ؛ لأن الوقف عليها كان بعد استقرار العادة بذلك والعلم بها. اه من الخلاصة بلفظه.
وأما نزع كسوة الكعبة وتقسيمها بين الناس ، ذكر الأزرقي (٤) : أن عمر بن الخطاب رضياللهعنه كان ينزع كسوة الكعبة في كل عام ويفرقها على
__________________
(١) في الأصل : تسعة عشر.
(٢) في الأصل : ساتر عظيم أحسن من الساتر الأول. والتصويب من الغازي (١ / ٤٢٢).
(٣) شفاء الغرام (١ / ٢٣٥) ، وإتحاف الورى (٣ / ٥٣٦).
(٤) أخبار مكة للأزرقي (١ / ٢٥٩ ـ ٢٦٠) ، وانظر الأعلام (ص : ٧٠).