الهند ، وهو الحجر الذي خرج به آدم من الجنة ـ أي كما تقدم ـ فوضعه إبراهيم عليه الصلاة والسلام موضعه.
وقيل : وضعه جبريل عليهالسلام وبنى عليه إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، وجاء إسماعيل عليه الصلاة والسلام بحجر من الوادي فوجد إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد وضع الحجر ، أي : وبنى عليه فقال : من أين هذا الحجر ومن جاء به؟ فقال إبراهيم عليه الصلاة والسلام : من لا يكلني إليك ولا إلى حجرك (١).
وفي لفظ : جاءني به من هو أشد منك ، وفي لفظ : جاء إسماعيل عليه الصلاة والسلام بحجر من الجبل قال : غيّره مرارا لا يرضى ما يأتيه به.
وجاء : إن الله تعالى استودع الحجر أبا قبيس حين أغرق الله الأرض زمن نوح عليه الصلاة والسلام وقال له : إن رأيت خليلي يبني بيتي فأخرجه له ، أي : فلما انتهى إبراهيم عليه الصلاة والسلام لمحل الحجر نادى أبو قبيس إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال : يا إبراهيم ، هذا الركن ، فجاء فحفر عنه فجعله في البيت ، وقيل : تمخض أبو قبيس فانشق عنه (٢).
وفي لفظ : قال : يا إبراهيم يا خليل الرحمن! إن لك عندي وديعة فخذها ، فإذا هو بحجر أبيض من يواقيت الجنة (٣).
ومن ثمّ كان يسمى أبا قبيس في الجاهلية : الأمين ؛ لحفظه ما استودع ، وسمي [أبا](٤) قبيس باسم رجل من جرهم اسمه : قبيس هلك فيه ، وقيل :
__________________
(١) ذكره الطبري في تفسيره (١ / ٥٥٠).
(٢) أخرجه الأزرقي من حديث محمد بن إسحاق (١ / ٦٥).
(٣) ذكره القرطبي في تفسيره (٢ / ١٢٢).
(٤) في الأصل : أبو.