أيام. ولما أعيد الحجر الأسود إلى مكة حمل على قعود هزيل فسمن. انتهى من درر الفرائد (١).
قال السيوطي : وكان ذلك في خلافة المطيع وذلك في سنة [تسع](٢) وثلاثين وثلاثمائة ، فأمر المطيع أن يجعل له طوق فضة وزنه ثلاثة آلاف وسبعمائة وسبعة وسبعين درهما ونصف. انتهى.
وفي الفوائح المسكية والفواتح المكية للشيخ عبد الرحمن البسطامي (٣) : أن سنبر بن الحسن القرمطي لما أحضر الحجر الأسود أحضر معه حجرا آخر قريبا من لون الحجر وقال : لأدفع لهم هذا لأعلم هل جهلوه لبعد المدة أم لا؟ فأظهر سنبر أولا الحجر الذي قريبا من لون الحجر الأسود فأمر والي مكة عبد الله بن حكيم باستلامه ـ وكان من العلماء المحققين ـ فلما رآه قال : هذا ما هو حجرنا ، إن لنا في حجرنا علامة ، وهو أنه لا يحمى في النار ولا يرسب في الماء ، فأمر سنبر بإحماء الحجر الذي قريبا من لون الحجر فحمي ، ووضع في الماء فرسب ، فقال ابن حكيم : هذا ليس حجرنا. فقال سنبر : صدقت ، وأمر بمجيء الحجر الأسود ، فجيء به فألقي في النار فلم يحمى ، وألقي في الماء فطفا ، فقال ابن حكيم : هذا حجرنا فقال له : صدقت فمما أخذت هذا؟ فأورد الحديث : «الحجر الأسود يمين الله في أرضه».
وفي رواية زيادة : أن يطفو على الماء وأن لا يسخن بالنار ، فقال سنبر : هذا دين مضبوط.
وقال ابن جماعة : ومن آيات الحجر الأسود أنه أزيل عن مكانه غير
__________________
(١) درر الفرائد (ص : ٢٤٢ ـ ٢٤٣).
(٢) في الأصل : تسعة.
(٣) الفوائح المسكية (ص : ٢٧١) بنحوه.