مرة ، ثم ردّه الله إلى مكانه ، ووقع ذلك من جرهم ، وأباق ، والعماليق ، وخزاعة ، والقرامطة. انتهى.
وذكر الذهبي في العبر (١) : أن في سنة [ثلاث عشرة](٢) وأربعمائة تقدم بعض الباطنية من المصريين فضرب الحجر الأسود بدبوس فقتلوه في الحال. وقال محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي : قام فضرب الحجر الأسود ثلاث ضربات وقال الخبيث : إلى متى يعبد [هذا](٣) الحجر ، ولا محمد ولا علي [يمنعني](٤) مما أفعله ، فإني اليوم أهدم هذا البيت ، فالتقاه أكثر الحاضرين ، وكاد أن يفلت منهم ، وكان أحمر أشقر طويلا [جسيما](٥) قاتله الله ، وكان على باب المسجد عشرة فوارس [ينصرونه](٦) ، فاحتسب رجل [وواجهه](٧) بخنجر ، ثم تكاثروا عليه فهلك وأحرق ، وقتل جماعة ممن اتهم بمعاونته ، واختبط الوفد ومال الناس على الركب المصري بالنهب ، وتخشن الحجر الأسود ، وتساقط منه شظايا يسيرة ، وتشقق فظهر الكسر منه أسمر يضرب إلى صفرة محببا مثل الخشخاش ، فأقام الحجر الأسود على ذلك يومين ، ثم إن بني شيبة جمعوا [الفتات](٨) وعجنوه بالمسك واللك ، وحشوا الشقوق وطلوه بطلاء من ذلك ، فهو بيّن لمن
__________________
(١) العبر في خبر من غبر (٣ / ١١٢ ـ ١١٣) ، والكامل في التاريخ (٨ / ١٤١).
(٢) في الأصل : ثلاثة عشر.
(٣) قوله : هذا ، زيادة من العبر.
(٤) في الأصل : فيمنعني محمد. وانظر : الكامل (٨ / ١٤١).
(٥) في الأصل : خبيثا. والتصويب من العبر.
(٦) في الأصل : يبصرونه. والتصويب من العبر.
(٧) في الأصل : ووجهه.
(٨) في الأصل : الفتافت.
وفتات الشيء : ما تكسر منه (اللسان ، مادة : فتت).