ومصعب بن الزبير رضياللهعنهم وعبد الملك بن مروان وعبد الله بن عمر رضياللهعنهما فقال القوم بعد أن فرغوا من حديثهم : ليقم رجل فليأخذ بالركن اليماني وليسأل الله حاجته فإن الله يعطيه من سعته ، قم يا عبد الله بن الزبير فإنك أول مولود بعد الهجرة ، فقام وأخذ بالركن اليماني فقال : اللهم إنك عظيم ، أسألك بحرمة وجهك ، وحرمة عرشك ، وحرمة نبيك محمد صلىاللهعليهوسلم أن لا تميتني حتى توليني الحجاز ، ويستلم عليّ [الخلافة](١) ، ثم رجع وجلس ، ثم قام مصعب بن الزبير ، فقام حتى أخذ بالركن وقال : اللهم إنك ربّ كل شيء ، وإليك مصير كل شيء ، أسألك بقدرتك على كل شيء أن لا تميتني حتى توليني العراق ، وتزوجني سكينة ابنة الحسين رضياللهعنهم ، ثم رجع وجلس ، ثم قال : قم يا عبد الملك بن مروان ، فقام وأخذ الركن وقال : اللهم رب السموات السبع ورب الأرض ذات النبات بعد الفقر ، أسألك بما سألك به عبادك المطيعون لأمرك ، وأسألك بحقك على جميع خلقك ، وبحق الطائفين حول بيتك أن لا تميتني حتى توليني الخلافة ، ثم جاء وجلس ، ثم قال : قم يا عبد الله بن عمر رضياللهعنهما ، فقام حتى أخذ بالركن وقال : اللهم إنك رحمن رحيم ، أسألك برحمتك التي وسعت غضبك ، وأسألك بقدرتك على جميع خلقك أن لا تميتني من الدنيا حتى توجب لي الجنة.
قال الشعبي : فما ذهبت عيناي من الدنيا حتى رأيت كل واحد [منهم](٢) أعطاه الله ما سأل ، وبشّر عبد الله بن عمر بن الخطاب رضياللهعنهما بالجنة.
__________________
(١) في الأصل : بالخلافة.
(٢) في الأصل : منهما. والتصويب من زبدة الأعمال (ص : ٩٦).