عادتهم ، وفي كلامهما مواضع كثيرة تدل على ذلك ، والأزرقي كان موجودا بعد الأربعين ومائتين ، والفاكهي كان موجودا بعد السبعين ومائتين ، وهما من أهالي مكة ، ولهم المعرفة التامة بأخبارها ، ولم [يذكرا](١) ذلك ، بل كلامهما صريح في خلافه كما ذكرنا ، ولو وقع ذلك لما خفي عليهما ولكان ذلك من أعظم ما ينبهان عليه ، وقد نبّها على ما هو أقل من ذلك كما يظهر ذلك لمن طالع كلامهما.
ومما يرد ما ذكره الشريف النسابة أيضا : ما ذكره الزبير بن بكار مؤلف كتاب النسب لما ذكر حديث دفع المفتاح إلى شيبة قال : فبنو أبي طلحة هم الذين يلون سدانة البيت دون سائر بني عبد الدار ، وعاش الزبير بن بكار إلى سنة [ست](٢) وخمسين ومائتين.
ومن ذلك : ما ذكره ابن حزم الظاهري في كتاب جمهرة النسب (٣) ونصه : وهؤلاء [بنو](٤) عبد الدار بن قصيّ. [وولد](٥) لعبد الدار : عبد مناف وعثمان [والسبّاق](٦). ثم تكلم على أولاد عبد مناف والسبّاق إلى أن قال : فولد لعثمان بن عبد الدار : عبد العزّى وشريح [فولد شريح : قاسط](٧) ، [قتل](٨) يوم أحد كافرا ، وولد لعبد العزى بن عثمان بن عبد الدار : عبد الله وهو أبو طلحة ، وكان على بني عبد الدار يوم الفجار ،
__________________
(١) في الأصل : يذكروا.
(٢) في الأصل : ستة.
(٣) جمهرة أنساب العرب (ص : ١٢٥ ، ١٢٧).
(٤) في الأصل : بني. والمثبت من الجمهرة.
(٥) في الأصل : ولد.
(٦) في الأصل : وأسباق ، وكذا وردت في الموضع التالي. والمثبت من الجمهرة.
(٧) ما بين المعكوفين زيادة من الجمهرة ، وانظر : سيرة ابن هشام (٢ / ١٢٨).
(٨) في الأصل : وقتل.