منهم في العقد الثمين ، وسيأتي ما ترجم وكرر ذكرهم في شفاء الغرام وغيره من تأليفه ، ولم يعرج على انقراضهم بوجه من الوجوه. انتهى.
ثم قال الشمس الحطاب : ولو كان ما ذكره الشريف النسابة حقيقة ما خفي على هؤلاء العلماء الأعلام.
ومن ذلك : ما تقدم من أن جبريل قال للنبي صلىاللهعليهوسلم : ما دام هذا البيت فإن المفتاح والسدانة في أولاد عثمان.
قال الحافظ المحب الطبري : وشهد لك باتصال ذريته الموجودون في زماننا.
وقال الواحدي قبله : وهو إلى اليوم في أيديهم ، وعاش الواحدي إلى سنة ثمان وستين وأربعمائة.
وقال المحب الطبري في الباب الثامن والعشرين من كتاب القرى (١) : الحجابة : منصب بني شيبة ، ولّاهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم إياها ، وهم إلى اليوم. انتهى.
وقال العلماء في قوله صلىاللهعليهوسلم : «خالدة تالدة» إشارة إلى بقاء عقبهم. انتهى.
وأما ما ذكره الأزرقي (٢) من أن معاوية رضياللهعنه أخدم الكعبة عبيدا فلا دلالة فيه على انقراض الحجبة ؛ لأن خدّام الكعبة غير ولاة فتحها كما هو معلوم مقرر إلى زماننا ، وكثير ما يقع في كلام الأزرقي والفاكهي ذكر الحجبة ثم ذكر خدمة الكعبة أو عبيدها ، وهذا مما يدل على التغاير بينهما ، وكيف يتوهم انقراضهم زمن معاوية والنصوص المتقدمة
__________________
(١) القرى (ص : ٥٠٣).
(٢) الأزرقي (١ / ٢٥٤).