بيت الريس ـ رجلا من طرفهم إلى الآستانة العلية وبيده استنادات من الخلفاء العباسيين ومن سلاطين آل عثمان أن هذه الوظيفة لهم ، فلما اطلعوا على ذلك أيّدوهم بفرمان (١) سلطاني لمنع كل من يتعرض لهم ، وأن هذه الخدمة تبقى بيدهم كما كانوا عليه أسلافهم. انتهى.
ذكر سقاية العباس
قال العلّامة ابن فهد : سقاية العباس كانت بين الركن والمقام وزمزم ، بالقرب من مجلس سيدنا عبد الله بن عباس رضياللهعنهما ، فأخرّها عبد الله بن الزبير إلى موضعها الآن ، وكانت قبتها من خشب ، ثم عمّرت بالحجر في زمن الخليفة المعتمد أحمد بن المتوكل العباسي في عام تسعة وخمسين ومائتين. اه.
وقال شهاب الدين أحمد بن حسن : عمّرها محمد بن هارون بن عباس بن إبراهيم ـ لما حج بالناس ـ من خشب العاج ، وسقّفها به على حكم المقعد الظريف في بيت التربيع مزخرفا بماء الذهب ، وجعل البركة كلها من رخام منقوش ، وكتب اسمه في نقش الرخام ، واستمر بناؤه إلى ثلاثمائة وخمسين ، فحجّ بالناس أحمد بن محمد بن عيسى العباسي فهدم ذلك وبناه على أربعة أعمدة مفتحة من سائر الجوانب الأربعة ، وسقّفها بالخشب المذهب ، وأبقى البركة على بنائها الأصلي ، واستمر بناؤه إلى سنة ثلاثمائة [وثلاث](٢) وسبعين.
__________________
(١) الفرمان : فارسي ، وهو عهد السلطان للولاة. أمر ملكي ، مرسوم (معجم الكلمات الأعجمية والغريبة للبلادي ص : ٧٩).
(٢) في الأصل : ثلاثة.