استطراد لطيف ، هو : في سنة ألف ومائتين [وثمان](١) وثمانين في جمادى الأولى ورد خطاب من الدولة العلية إلى حضرة من نحن تحت رعايته أدام الله عزه سيدنا الشريف عبد الله بن ولي الله سيدنا الشريف محمد بن عون لما بلغها من معمر باشا أن هذه القبة ـ [أي قبة الكتب](٢) ـ والتي بجانبها تمنع مشاهدة الكعبة المشرفة لمن بتلك الجهة ، فورد ذلك الخطاب بالكشف عن ذلك الأمر ، فعقد مجلسا على ذلك ببيته [الذي](٣) بالغزة وفيه العلماء ، فأخبروه أن [إحدى](٤) القبب ـ يعني : قبة سقاية العباس ـ [بني](٥) محلها ، فقال : نجعل محلها قبة صغيرة على أربعة أعمدة ، وفيها حوض باسم مولانا السلطان بحيث إن تلك القبة لا تمنع مشاهدة البيت لمن بتلك الجهة ، فاستحسن ذلك القول ، فلله ما أحسن رأيه الذي وافق على ما كانت عليه في زمن أحمد بن محمد العباسي ، فكتب بذلك إلى الدولة ولم يأت بعد ذلك خبر بالهدم. اه.
ثم في ثلاثمائة وألف ورد الأمر بهدمهما وذلك في سلطنة مولانا المعظم السلطان عبد الحميد بن السلطان عبد المجيد خان ، وأمير مكة يومئذ الشهم الهمام نجبة السادة الأشراف ، من نحن تحت حمايته سيدنا الشريف عون الرفيق باشا ابن ولي الله سيدنا الشريف محمد بن عون طاب ثراه ، وكان والي الحجاز وشيخ الحرم الوزير المعظم عثمان باشا. وكان ابتداء الهدم بعد صلاة الجمعة اثنا عشر صفر ، وشاهد الهدم سيدنا الشريف المومأ
__________________
(١) في الأصل : ثمانية.
(٢) زيادة من الغازي (١ / ٥٧٤) ، والتاريخ القويم (٣ / ٧٧).
(٣) في الأصل : التي.
(٤) في الأصل : أحد. والصواب ما أثبتناه.
(٥) في الأصل : يعني. والتصويب من الغازي (١ / ٥٧٤).