ثم في زمن الظاهر برقوق في ثمانمائة [وسبع](١) ، وسبب هذه العمارة : سقوط القبة. قاله الفاسي.
وقد عمّرها قيتباي في ستمائة وأربع وسبعين ثم في ثمانمائة [وأربع](٢) وتسعين. قاله ابن فهد.
وممن عمّرها بالنورة ، وأحدث فيها دكّة (٣) ، وجدّد هلالها : الوزير حسن باشا في حال وروده مكة من اليمن قاصدا البلاد الرومية أوسط ربيع الأول سنة مائة [وست](٤) وعشرين بعد الألف ، وبنى قبل هذه السنة [مكانا](٥) للوقادين بآخر المسجد عند باب بازان. اه. [ذكره](٦) الشيخ خليفة الزمزمي.
ثم قال : وأما صفتها الآن فهي قبة كبيرة مثمّنة إلى نصفها يدخلها الإنسان من باب شامي له عتبتان ، وعلى يمين الداخل دكة كبيرة إلى نصف القبة من دائر ، ولها شباك غربي وشباك آخر يشرف جهة باب علي ، وبوسطها بركة مثمّنة باشرت ذرعها بيدي ، فوجدت طولها خمسة أذرع إلا قيراطين بالذراع الحديد ، وعرضها دائر اثنا عشر ذراعا وأربعة عشر قيراطا (٧) ، وعمقها زيادة عن قامة ، وفي وسط البركة عمود يصل إليه الماء من خشبة في زمزم يصب الماء فيها ثم ينزل في حاصل (٨) ، ومنه
__________________
(١) في الأصل : وسبعة.
(٢) في الأصل : أربع.
(٣) الدكّة : الذي يقعد عليه (مختار الصحاح ، مادة : دكك).
(٤) في الأصل : ستة.
(٥) في الأصل : مكان. وانظر : التاريخ القويم (٣ / ٧٦).
(٦) في الأصل : ذكر. وانظر : التاريخ القويم ، الموضع السابق.
(٧) في الأصل : قيراط. والصواب ما أثبتناه.
(٨) حاصل الشيء ومحصوله : بقيّته (مختار الصحاح ، مادة : حصل).